جلست غراسيا قزي امس في حضرة لجنة الادارة والعدل وبرئاسة النائب جورج عدوان، بصفتها عضوا اعلى للجمارك، لتحضر اليوم امام كل اللبنانيين، متهمة بجرم تلقي رشاوى وتبييض اموال وصرف نفوذ.
لم تنفع التدخلات السياسية بحماية غراسيا القزي، اذ ادعت عليها القاضية غادة عون وطلبت من وزير المال وقفها عن العمل.
بالعودة بالذاكرة الى تشرين الاول الفائت، وقف وزير الاعلام يومها ملحم الرياشي في عشاء القطاع العام في حزب القوات اللبنانية ليقول ما حرفيته: “موظفو القوات يكافحون الفساد من دون خوف، وهذا النموذج موجود معنا اليوم، ويمثلكم جميعا، وانا احييها من كل قلبي انها غراسيا القزي”.
قد تمثل غراسيا القزي بحسب شهادة اهل بيت القوات، كل من حضر العشاء، او كل القواتيين او حتى بعضهم، وقد تشبه المئات من الموظفين الفاسدين المحميين من مختلف الجهات ، ولكن الاكيد انها لا تمثل اكثرية اللبنانيين المتعبة من امثال موظفة الفئة الاولى، ومن امثال من خلفها.
خطوة القاضية غادة عون اثبتت للبنانيين ان تدخل السياسة في القضاء لم يعد ينفع، وان الخيمة سحبت من فوق رأس الجميع، من موظفين ومديرين وصولا حتى الى القضاة.
فبطلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون من هيئة التفتيش القضائي ضرورة تنقية الجسم القضائي، ورفض اي تدخلات من شأنها التأثير على مجرى التحقيقات الجارية في ملف القضاة الفاسدين اكثر من رسالة:
-اولى هذه الرسائل للقضاة انفسهم بأن الامل بضرب الفساد موجود في النزهاء منهم.
-ورسالة الى القضاة المتورطين بملفات الفساد بأن لا احد قادر على حمايتهم.
-ورسالة الى السياسيين ورجال الدين الذين تنقل بعض القضاة المشكوك بنزاهتم، والذين تم توقيف بعضهم عن العمل، على مآدبهم، بالقول: كفى .
فهل حان وقت تأمين الحماية للبنان، وهل تكر سبحة التحقيقات في كل الملفات لتطال رأس الهرم سواء في الادارات العامة او في الاجهزة الامنية او حتى القضائية؟
وهل سيجرؤ النافذون على تحدي اللبنانيين، تحت حجة حماية الطائفة، او الزعيم، او رئيس الحزب، فيكررون نغمة الستة وستة مكرر حتى في الفساد وإمكان ضربه؟
الساعات والايام المقبلة حاسمة ليس فقط في ملف الفساد، انما كذلك في ملف خطة الكهرباء والموازنة وتخفيض العجز، فإما يقتنع الجميع بأن كلفة التأخر ببت هذه الملفات اكبر من قدرة لبنان على التحمل، وإما يتمسكون بصغائرهم السياسية وحينها لن ينفع الندم.
هذا في لبنان، اما في المنطقة فعملية استخبارات “مغني حزن”، استعادت من خلالها اسرائيل رفات جندي فقد في معركة السلطان يعقوب في لبنان العام 82، عبر دولة ثالثة، يرجح انها روسيا، فهل تؤمن هذه العملية هدية انتخابية من الحجم الثقيل لبنيامين نتنياهو قبل ايام من الانتخابات الاسرائيلية؟