Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة اخبار “تلفزيون ال بي سي” المسائية ليوم الثلاثاء في 09/04/2019

سنعود معا إلى هواية المطالعة، لا بأس… ولتكن البداية منLes fables de la fontaine أو من “كليلة ودمنة”، والجامع المشترك بين الكتابين وضع الكلام على ألسنة الطيور والحيوانات، واللبيب من الإشارة يفهم.

أما لماذا اعتماد هذا الأسلوب فلأن بعض القبضايات الذين يرتكبون المخالفات من دون حسيب أو رقيب، أو حين الحسيب لا يحاسب والرقيب لا يراقب، يعتقدون بأن مخالفاتهم تمر “على رؤوس السطوح”.

لم تعد المخالفات مستورة أو مستترة بل أصبحت وقحة.

يرتكبون المخالفات، وحين تكتشف، يهددون ويتوعدون، كيف لا وهم الذين “مظبطين أمورهن” مع هذا المرجع أو ذاك ومع هذه الجهة أو تلك.

لكن مهلا ، ألم يسمعوا بأن درج الفساد يشطف من فوق ؟ واليوم أيضا، الفساد يشطف من السطح… وما أدراكم ما السطح… هو سطح لكنه لم يعد سطحا بل أصبح بناء بطريقة مخالفة للقانون وبغطاء ممن يفترض فيهم السهر على تطبيق القانون.

سهروا ولكن ليس على تطبيق القانون بل على تطبيق المخالفة إلى حين إنجازها. هددوا، توعدوا، وحين لم ينفع تهديدهم ووعيدهم لجأوا إلى “العجلة” مخالفين المثل القائل: في التأني السلامة وفي العجلة الندامة، والمثل الآخر الذي يقول: ” العجلة من الشيطان”.

متى نصل في هذا البلد إلى يوم لا يعود فيه مخالف يتجرأ على ارتكاب مخالفة؟ متى نصل إلى يوم يصبح فيه الموظف الذي يقبض راتبه من جيب المواطن اللبناني، محافظا على القانون لمصلحة المواطن اللبناني؟ ترانا، هل نحلم؟ ما سنعرضه في بداية النشرة مثال فاقع على مخالفة فاقعة يقال إنها تمتعت بحمايات لا يرقى الشك إلى قدرتها، لكن الأمل كل الأمل في أن يكون الرأي العام هو القوة الزاجرة لوقف هذه المخالفات التي تتلطى حينا بحماية سياسية أو حزبية أو أمنية أو قضائية.

وفي سياق التحقيقات القضائية المستمرة، كان لافتا ما أعلنه الوزير جبران باسيل من أن الحبل عالجرار والقضية مستمرة في مكافحة الفساد، ونحن لا نغطي أحدا في مسألة القضاة، وليس هناك قضاة للعهد وقضاة لغير العهد.