IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأربعاء في 15/05/2019

رحل البطريرك مار نصرالله بطرس صفير حزينا، لم يكن ينقص صليب الحرب الذي حمله سنين طويلة، حاول خلالها حماية رعيته، كل رعيته، وابناء وطنه، كل وطنه، سوى ثقل لحظات مشواره الاخير بيننا، ونحن متشرذمون ضائعون، نكاد نفقد بلدا لا نستحقه.

لحظة وداع البطريرك صفير، اثبتت اننا لم نتعلم منه شيئا، لم نتعلم منه ان نحب جميع الناس حتى اعداءنا، لان المسيح علمنا، يقول البطريرك صفير، انْ نحب جميع الناس، ولم نتعلم منه ان نتوحد على حب لبنان، قبل كل شيء آخر.

لم ننحن اليوم امام تقشف البطريرك صفير وتواضعه وصلابته المحقة، اخذتنا المظاهر والشعارات والسياسات الصغيرة، ونسينا اننا نودع كبيرا من بلادنا، بطريرك الاستقلال الثاني، بطريرك كل لبنان، وخط الامان الذي اعترفت به كل الطوائف، حتى ولو بحذر، لأن البطريرك صفير لم يساوم يوما على الحق، والاستقلال والسيادة والقرار الحر، كما لم يتخل ولو للحظة عن مقولته الشهيرة: لبنان لا يدرك غاياته الا بتضامن جميع ابنائه، وهذا ما يريده كل اللبنانيين.

قال البطريرك صفير يوما، إن من تقاتلوا قيل لهم ان يتقاتلوا ففعلوا، وكانوا بين ايدي سواهم من الناس، ظنوا انهم سينتصرون، ويسيطرون ولكننا خسرنا جميعا، وفي آخر حديث له، توجه البطريرك صفير الى المسيحيين يقول: “حافظوا على وطنكم لبنانْ قبل كل شيء آخر وابقوا موحدين”.

“لقد قلنا ما قلناه”، هذا كان كلام البطريرك صفير، فهل من يسمع صداه؟