Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ“LBCI” المسائية ليوم السبت في 18/05/2019

عشر كلمات أو أكثر بقليل، تفوه بها رئيس الإتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، بأسلوب استهزاء وسخرية، في حق البطريرك الماروني الراحل الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، كانت كافية لإشعال قضية رأي عام، لم يكن في الإمكان إطفاؤها لأنها مست، بأسلوب مقزز، شخصية وطنية روحية، أجمع اللبنانيون، ونادرا ما يجمعون على شيئ، أجمعوا على كونها لعبت دورا وطنيا، وساهمت مساهمة فعالة في أكثر من إنجاز على مستوى الوطن.

البطريرك صفير كسرت الأعراف من أجله، ورفعه اللبنانيون إلى مستوى الأيقونة، على ما وصفه البطريرك الراعي، وجاء وداعه تاريخيا ليعطى الرجل حقه، وليدخل التاريخ من الباب العريض.

في هذه اللحظة، وعند هذا الشعور، جاء كلام بشارة الأسمر، الرجل الذي يفترض أن يكون ممثلا لشريحة واسعة من اللبنانيين، هي شريحة العمال، فكيف يمثلهم، وبأي منطق يتحدث باسمهم، وهو الذي يتحدث بأقذع العبارات وأكثرها سوقية؟.

بكل المقاييس لا يمكن تبرير ما قاله بشارة الأسمر، لا بالمقياس الأخلاقي ولا بالمقياس القانوني، فهل هكذا يتفوه من يفترض فيه أن يكون قدوة العمال؟.

ولأنه وصل إلى هذا الدرك، فقد كان من السهولة إدانة ما قاله، ومن الصعوبة، إلى درجة الإستحالة، إعطاؤه أسبابا تخفيفية، فكان الإستعجال في الخطوات القضائية التي أدت إلى توقيفه، وكان تلاحق المواقف التي دانت ما قاله، وأبرزها الموقف الذي صدر هذا المساء عن الصرح البطريركي الذي رأى أن كلام الأسمر يفقده حكما الأهلية للإضطلاع بمسؤولية تتعلق بالشأن العام.

الترقب غدا سيكون للجلسة الخامسة عشرة لمجلس الوزراء، لمتابعة البحث في موازنة عام 2019 التي شارفت منتصفها. موقفان بارزان عشية الجلسة: الأول لوزير المال علي حسن خليل الذي انتقد إطالة الوقت بالقول: “لن نقبل أن نضيع وقتا أكثر في مناقشة الموازنة، فكل الكلام قيل وعلينا أن ننتهي غدا وإلا سيكون الامر مكلفا على البلد والإستقرار”. وعن خفض الرواتب قال: “هذا ما لن نقبل ولن نسير به”.

الموقف الثاني للوزير جبران باسيل أدلى به قبل دردشة الوزير خليل، وقال فيه: “لم يعد في إمكاننا ان نعيش بموازنة من دون اقتصاد”، ليضيف: “حين نناقش نتهم بأننا نؤخر الموازنة”.

بين هذين الموقفين، هل يتصاعد الدخان الأبيض للموازنة من السرايا غدا؟.