Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الاثنين في 01/07/2019

عند كل حادثة تقع في الجبل ، يستحضر التاريخ والجغرافيا في آن … المير طلال إرسلان غاص في التاريخ فذكر النائب وليد جنبلاط بأننا حكمنا البلد ألف عام ” ولكن بالهيبة وليس بالعدد ” … وتوسع في الجغرافيا فتحدث عن دروز إدلب وجبل العرب وجبل الشيخ والجولان… لكن القضية تبدو أبعد من التاريخ والجغرافيا، إنها مسألة حاضر سياسي ومستقبل سياسي … كثيرون اعتبروا أن ما حصل في الجبل أمس امتداد لانتخابات 2018 وللحكومة التي نتجت عنها ولموازين القوى التي تأسست في الإنتخابات والحكومة … وكثيرون يعتبرون أن ما حصل أمس مرتبط بالإستحقاق الرئاسي بعد ثلاث سنوات وأربعة أشهر … وانطلاقا من هذين المعيارين تبدو المعركة شرسة وتستخدم فيها كل انواع الأسلحة السياسية وغير السياسية ، ويزج فيها بالمؤسسة العسكرية وتبادل القصف بالفيديوهات :

المير طلال إرسلان رفع سقف الإتهامات عاليا فتحدث عن أنه كان هناك كمين محكم لموكب الوزير الغريب ، وسيارته فيها نحو ثماني عشرة أو تسع عشرة رصاصة … لم يكتف إرسلان بهذا الإتهام بل غمز من قناة بعض الضباط في الجيش من خلال قوله : ” وزير الدفاع طلب مني ألا أسمي بالاسماء وانا وعدته بذلك، لكني اقول إن الجيش اللبناني ملك الجميع وهو مؤتمن على الاستقرار ولا يمكن ان يستمر بمزارع مذهبية داخل تركيبته واتمنى على العماد عون الا يصدق التزوير في المستندات المرسلة اليه”… جدير ذكره ان اتهام إرسلان لبعض ضباط الجيش جرى أيضا الأسبوع الفائت قبل حادثة الجبل، ولم تنجح زيارة وزير الدفاع له في ثنيه عن اتهام بعض الضباط …

في المقابل ، وفي ظل صمت إشتراكي من وزرائه ونوابه ، كان لافتا ما أورده موقع ” الأنباء ” الناطق باسم الحزب الإشتراكي … الموقع اتهم الوزير الغريب مباشرة بأنه ممن أطلقوا النار ، فكتب يقول : ” موكب الوزير “البطل” بادر الى اطلاق النار على المتجمعين في الساحة وقد سقط منهم على الفور الشاب سامو غصن باصابة حرجة، في وقت كانت الكاميرات تلتقط صورا لعناصر الموكب وهم يترجلون من السيارات ويطلقون النار عشوائيا، فيما تحدث البعض ممن كان في المكان عن ان الوزير شخصيا شارك في اطلاق النار من مسدسه.”

بين الإشتراكي والمير تباعد في الروايات ، مسافة التباعد بين خلدة والمختارة ، ولا حسم في اتجاه رواية واحدة إلا بعد استجماع كل المعطيات والأفلام والإفادات ، وقد بوشر العمل عليها خصوصا بعد ” حرب توزيع الفيديوهات ” ليثبت كل طرف وجهة نظره … لكنْ أبعد من الحادث ، فإن اسئلة عديدة تطرح ومنها : ما هو انعكاس حادثة الجبل على وضع الحكومة ؟ كيف سيجلس الوزيران أكرم شهيب وصالح الغريب وجها لوجه؟ إرسلان وصف شهيب بانه ” وزير الفتنة “، والإشتراكي يتهم الغريب بأنه أطلق النار من مسدسه ؟

في مطلق الأحوال فإن من الملاحظ أن بيان المجلس الأعلى للدفاع إتخذ موقفا من خلال حديثه عن ” استهداف وزراء ونواب في تجوالهم وتنقلهم “، فهل هذا الموقف رسالة؟