IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “LBCI” المسائية ليوم الجمعة في 06/07/2018

إذا كانت سرية اتفاق ما، هي حرص على المحافظة عليه، فإن البدء بكشفه من جانب واحد هو القوات اللبنانية هو دليل على النية في التخلص منه ومن أعبائه بعدما تحول بالنسبة إليها من نعمة إلى نقمة…

نتحدث هنا عن “اتفاق معراب”، هذا الإتفاق الذي وقع في الثامن عشر من كانون الثاني 2016 والذي بقيت بنوده سرية لعامين ونصف عام، بدأت تسقط أوراقه الأربع الواحدة تلو الأخرى منذ أمس لتسقط كل أوراقه بعد قليل في هذه النشرة…

لا يمكن عزل هذا الإتفاق عن سياقه التاريخي وظروفه السياسية، فهو جاء بعد شهرين على إعلان الرئيس سعد الحريري دعمه لانتخاب سليمان فرنجيه لرئاسة الجمهورية لكنه في المقابل جاء تتمة لاتفاق إعلان النيات بين التيار والقوات في 2 حزيران 2015 أي قبل سنة ونصف سنة من تأييد الرئيس الحريري للنائب فرنجيه…

اتفاق معراب يؤكد تأييد القوات اللبنانية لوصول العماد عون إلى رئاسة الجمهورية، وبتوزع المقاعد الوزارية مناصفة بين التيار والقوات، بعد احتساب حصة الرئيس، وبتوزيع مراكز الفئة الأولى بالإتفاق، وليس بالمناصفة بين الطرفين، وعلى خوض الانتخابات النيابية سويا، ثم ان تكون كتلتا التيار والقوات مؤيدتين لعهد الرئيس عون…

والأهم من كل ذلك “احترام تمثيل الطائفة السنية لدى اختيار رئيس الحكومة لجهة تمثيل الأقوياء لطوائفهم”…

بوشر تطبيق الإتفاق رئاسيا ووزاريا ثم بدأ التباين في التعيينات، ولكل فريق وجهة نظره التي يدافع عنها، وتواصلت التباينات التي بلغت ذروتها في تشرين الثاني الماضي حين أيد الدكتور جعجع استقالة الرئيس سعد الحريري، ما اعتبره العهد على أنه نسف للتسوية الرئاسية فسقوط أو إسقاط الرئيس الحريري يعني سقوط التسوية وبالتالي إنهاء عهد الرئيس عون، واكتمل النقل بالزعرور بعدم خوض الانتخابات سويا، كما يصف مصدر في التيار الوطني الحر.

هذا هو الإتفاق… ما طبق منه وما لم يطبق، وتبقى أسئلة في السياسة: ماذا بعد سقوط الإتفاق؟ واي تأثير له على مسار العهد عموما وعلى مسار تأليف الحكومة خصوصا؟

تحكم هذا العهد سلسلة تفاهمات وتسويات واتفاقات: فهناك تفاهم مار مخايل الذي ما زال ساري المفعول منذ إثني عشر عاما، وهناك التسوية الرئاسية بين الرئيسين عون والحريري التي مرت بأكثر من مطب لكنها تجاوزتها وما زالت صامدة…

اتفاق معراب يقع بين الترنح والسقوط… وبعد كل هذا العرض، اين الحكومة؟ ومتى الإقلاع الثاني للعهد؟ لا إجابات سريعة لأن العالم في مكان آخر، الاسبوع المقبل قمة ترامب بوتين، وفي سوريا محاولة إنهاء الحرب من حيث بدأت في درعا…

نحن نتلهى بالأوراق، والعالم غافل عنا.