Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار “LBCI” المسائية ليوم الاحد في 07/07/2019

لماذا في لبنان لا تلتقي السياسة والسياحة؟، ولماذا لا يعرف السياسيون كيف يفرقون بين العطلة والتعطيل؟. سؤالان استراتيجيان يطرحان كثيرا هذه الأيام، فالسياسة منذ أكثر من أسبوع وحتى اليوم، كادت أن تطيح السياحة، وما يعول عليها من إنعاش للحركة الإقتصادية سواء في العاصمة أو في المصايف.

اللبنانيون يعولون على تموز وعلى جزء من آب، والمؤسف أن بعض السياسيين أعدوا لهم “مهرجانات تصعيد”، في مقابل المهرجانات الفنية التي ينتظرها اللبنانيون والمغتربون والسياح من سنة إلى سنة، فمن يسمح لنفسه أن يحرم اللبنانيين والمغتربين الصيف بمهرجاناته وفرحه وزحمته؟.

هذه التساؤلات تنقلنا إلى السؤال الثاني، وهو: من يشرح للسياسيين الفرق بين العطلة والتعطيل؟، لماذا لا تأخذون عطلتكم فتريحوننا من تعطيلكم؟. نعرف أن عطلاتكم محسوبة ومضمونة ومقررة ومعظمها خارج لبنان، فلماذا تتمتعون بعطلكم وتفرضون على البلاد تعطيلكم؟.

السؤال الواحد الوحيد على ألسنة الناس هو: هل طارت الصيفية؟، هل المصطافون الذين أتوا سيغادرون؟، هل الذين لم يصلوا بعد سيعدلون عن المجيئ؟. الأجوبة وقف على السياسيين: توقفوا عن التصعيد. السياحة تستعيد شيئا من رونقها وألقها.

أجلوا مماحكاتكم التي لا تنتهي، فما تدلون به ليس جديدا، حتى أنكم لا تبذلون جهدا لتقديمه في قالب جديد. في اختصار: “أعطونا سكوتكم” فالبلاد تحتاج إلى راحة وإلى نقاهة لتخرج من المعاناة التي سببتموها لها. إذا أردتم العمل فانصرفوا إلى ما يفيد لا إلى ما يلهب الأوضاع ويهز الإستقرار: أمامكم ملفات كثيرة فلماذا العبث واللهو؟.

هل نسيتم أن أمامكم موازنة يجب أن تصدر بقانون، ولو بتأخير سبعة أشهر؟. هل نسيتم أن أمامكم ملف الدين العام الذي لامس المئة مليار دولار؟. هل نسيتم أن لديكم التزامات تجاه دول وهيئات “سيدر”؟. هل نسيتم أن لديكم إدارة مترهلة، فاسدة، بحاجة إلى ترشيق وإلى ضخ دم جديد فيها؟. هل نسيتم أنكم تعاقبون الشعب اللبناني بتقنين قاس، لأنكم فشلتم في تحقيق وعودكم لهذا الشعب؟.

في لبنان مؤسسات وسلطات: من مجلس النواب إلى مجلس الوزراء، فلماذا لا تعالجون الملفات في قاعة مجلس النواب وعلى طاولة مجلس الوزراء؟. أما إذا أردتم تغليب الشارع على المؤسسات، وقارعة الطريق على قاعة مجلس الوزراء، فهذا يعني أنكم تريدون عن سابق تصور وتصميم بناء دولة الشارع لا دولة المؤسسات.

في انتظار أجوبتكم، تفرجوا على تحدي السياحة للسياسة. السياحة البناءة تتفوق على السياسة الهدامة.