IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم السبت في 20/07/2019

مرة جديدة تثبت السلطة أنها تعمل بالمقلوب: علانية في الخطابات والمواقف، ونقل تلفزيوني مباشر لجلسات الموازنة، ثم وقف النقل المباشر عند عرض كل مادة من مواد الموازنة وبدء التصويت. العكس هو الذي كان يجب ان يجري: الكلمات والخطابات والعنتريات، من دون نقل تلفزيوني مباشر، ثم عند مناقشة كل مادة والتصويت عليها، يكون النقل المباشر، ليعرف الرأي العام ما هي المواقف الحقيقية للذين يقولون شيئا في العلن، ويقولون أشياء أخرى في غير العلن:

في العلن، الجميع مع الشفافية والإصلاح. في غير العلن، قتال للمحافظة على محميات، في صناديق ومجالس وهيئات.

في العلن، المطلوب تطبيق التقشف على الجميع. في غير العلن، حين يبدأ التصويت على التقشف، يجري شهر سلاح “الحرد السياسي”. وللمناسبة فإن “الحرد” هو سلاح جديد يأتي في منزلة أقل من الإعتكاف وأقل من الإستقالة، وتتم مواجهته بالمراضاة. هذا ما حصل في جلسة أمس: شهر الرئيس الحريري سلاح الحرد، خرج من القاعة، رفع الرئيس بري الجلسة لعشر دقائق، عقد اجتماع بينهما، وبنتيجته خف قليلا التقشف على المحميات، فسلكت الموازنة طريقها.

السؤال هنا: هل كان بالإمكان التقشف أكثر؟. هناك من يقول إن الأرقام كما جاءت من لجنة المال والموازنة، لو أقرت كما هي، لكانت حققت وفرا أكثر، لكن بعض السياسة وبعض الحفاظ على المحميات خرقت قليلا السقف، وإن كان رئيس لجنة المال والموازنة يعتبر أن ما تحقق ليس بالأمر القليل.

معركة موازنة 2019 فتحت من اليوم جبهة موازنة 2020، خصوصا لجهة الإنفاق غير المجدي والمحميات والتوظيف الإنتخابي.

في الطريق إلى إعداد موازنة 2020، هل سيتم توحيد المعطيات والأرقام، أم أن كل وزير سيبقى يغني على “ليلى أرقامه”؟.

من دون حرد، ومن دون زعل، هل بإمكان الرأي العام أن يسأل: كيف تكون معابر التهريب غير الشرعي 136 عند وزير المال، وعشرة معابر عند وزير الدفاع؟، “نظموها يا شباب”.

ومن دون حرد، ومن دون زعل، هل بإمكان الرأي العام أن يسأل: إذا كان معمل الذوق يعمل على الغاز، فلماذا تشغيله على الفيول؟. الرأي العام لا يشكك في صدقية الوزيرة البستاني، ولكن من حقه ان يسأل: أليس التشغيل على الغاز يحقق وفرا سنويا يلامس ال 800 مليون دولار؟. من حق الرأي العام أن يسأل: من يتسمم بالفيول؟ ولماذا؟.

في مطلق الأحوال، هناك ملفات تحمل صفة المعجل المكرر، ولا تحتمل الانتظار: أقفلوا المعابر غير الشرعية سواء أكانت عشرة أو مئة أو ألف. أوقفوا الإمعان في تلويث الأجواء وتسميم البشر بفيول الذوق.