IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأحد في 04/08/2019

من الآخر، هاتوا دليلكم. حادثة قبرشمون مازالت تجرجر منذ الثلاثين من حزيران. صار عمر مضاعفاتها خمسة وثلاثين يوما، وكأنها جرت منذ ساعات. هذا يدلي بمعلومة. ذاك يوزع تسريبة. حينا يخرج من يقول: أملك كامل المحضر لكنني لا أستطيع الكشف عنه، لكن معطياته تقول كذا وكذا. أحيانا، يخرج من يقول: أملك تسجيلا لكنني لا أستطيع نشره.

بربكم، كفى تلاعبا بعقول اللبنانيين. إذا كنتم تملكون ما تقولون إنه محضر أو تسجيل، مطلوب منكم نشره أو بثه، وإلا يعتبر كلامكم غير ذي صدقية. أما إذا اعتبرتم أن النشر أو البث يضر بالتحقيق، فبمجرد أن تسربوا أنكم تملكون تسجيلات ومحاضر، فكأنكم نشرتموه.

هاتوا دليلكم وإلا يعتبر كلامكم وتسريبكم لغايات سياسية، يستخدم في الصراع السياسي القائم. لانعاش الذاكرة:

حين كشف Julian Assange وثائق “ويكيليكس”، لم تأخذ هذه الوثائق صدقيتها إلا حين تم نشرها من دون حذف، وأحدثت هزة عالمية غير مسبوقة في عالم المعلومات والإعلام، حتى بات يقال: قبل “ويكيليكس” وبعد “ويكيليكس”.

وحين كشف الصحافي الأميركي Bob Woodward تسجيلات الرئيس نيكسون، بطلب التنصت على خصومه، في ما بات يعرف بفضيحة “ووترغيت”، قدم إلى صحيفته “واشنطن بوست” التسجيلات، ولم يقل لإدارة التحرير أنه يملك تسجيلات لكنه لا يستطيع نشرها.

وحين نشرت “أوراق بنما” عن تهريب المخدرات وتبييض الأموال، إكتسبت هذه الأوراق صدقية عالمية لأنها تضمنت وثائق.

من “ووترغيت” إلى “ويكيليكس” إلى بنما إلى قبرشمون، مسار واحد في عالم الوثائق والتسجيلات: لا يعتد بوثيقة أو بتسجيل، ما لم يتم نشره، أما ما عدا ذلك فكلام في السياسة لاستخدامه جسر عبور في الصراع السياسي القائم، ومحاولة استعمال الإعلام كمنصة لتبادل الرسائل السياسية.

وفيما البلد غارق في “جنس الوثائق” في حادثة قبرشمون، تلقت سمعة لبنان السياحية ضربة تمثلت في إعلان فرقة Within Temptation عن إلغاء حفلها في مهرجانات جبيل في 7 آب، وذلك تضامنا مع إلغاء حفل فرقة “مشروع ليلى”.