Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأربعاء في 07/08/2019

مزدحمة جدا التطورات هذا المساء ، ومعظمها معبرة جدا : من عوكر إلى قبرشمون إلى بعبدا إلى تلة نهر الكلب :

البدء من عوكر . ليس قليلا على الإطلاق ان يصدر بيان عن السفارة الأميركية يحدد موقفها من حادثة قبرشمون ويقول : ان اي محاولة لاستغلال الحدث الماسوي الذي وقع في قبرشمون بهدف تعزيز أهداف سياسية يجب ان يتم رفضه. وطالب البيان السلطات اللبنانية ان تتعامل مع هذا الأمر بطريقة تحقق العدالة من دون تأجيج نعرات طائفية ومناطقية بخلفيات سياسية …

مليا، ومليا جدا، يجب التوقف عند هذا البيان: فالدولة العظمى المنهمكة في مفاوضاتها مع كوريا الشمالية، وفي تأمين ممر مضيق هرمز، وفي تأديب شركة هواوي، وفي متابعة تطورات البريكسيت وفي المجازر التي تقع في ولاياتها بسبب السلاح الفردي المتفلت، وجدت متسعا من الوقت لتهتم في حادثة وقعت منذ خمسة اسابيع في إحدى البلدات اللبنانية … فماذا يعني هذا الإهتمام ؟

هل جرى تدويل حادثة قبرشمون ؟
لولا “العيب والحيا” لكانت واشنطن طلبت رفع حادثة قبرشمون إلى مجلس الامن الدولي، ليصح القول: كنا في المجلس العدلي فاصبحنا في مجلس الأمن الدولي، وشتان ما بين المجلسين …

كل ما سبق يعني المؤشرات التالية:
إن أصغر حادثة في لبنان يمكن ان تعني واشنطن كما يمكن ان تعني طهران .
بعد بيان السفارة، لم يعد ملف حادثة قبرشمون كما كان قبلها .

في بيان السفارة قراءتان وتفسيران :

في القراءة الأولى، اعتبار المختارة خط أحمر .
وفي قراءة اخرى انتصار لمنطق الدولة والقانون من خلال القول : “إن الولايات المتحدة تدعم المراجعة القضائية العادلة والشفافة من دون اي تدخل سياسي.
يجري هذا الكلام على مسمع من رئيس التيار الوطني حيث يقف على مرمى حجر من مبنى السفارة الاميركية، واضعا الحجر الاساس لمقر التيار في ذكرى 7آب ، وبالتأكيد لديه قراءته للبيان .

وبين القراءتين خلاصة واحدة: لبنان كله تحت المجهر الدولي وهو في شلل يولد صرخة لدى الناس الذين اطلقوا اليوم وجعا يعكس انهم يكادوا ان يكفروا بكل شيئ، فهل من يستمع إلى نداءاتهم واستغاثاتهم ؟