في أقل من إحدى عشرة ساعة، استطاع لبنان جمع أحد عشر مليار دولار دينا. الدين يأتي بسرعة صاروخية، ولكن ماذا عن إيفاء الدين؟.
ذهب لبنان إلى باريس ودينه أكثر من ثمانين مليار دولار، ويعود لبنان من باريس ودينه أكثر من تسعين مليار دولار. هذه الإحدى عشرة مليار الجديدة من سيحركها في الداخل؟.
لن نتحدث عن هذه الحكومة، لأنه باق من عمرها ثلاثون يوما تماما، أما حكومة ما بعد الانتخابات فلم تعرف هويتها بعد باستثناء رئيسها ربما.
تبقى الإدارة اللبنانية، فهل هذه هي الإدارة التي ستتصرف بمليارات الدين؟، هل هي هذه الادارة الغارقة في الفساد التي ستشكل الرافعة لعملية النهوض؟.
القروض مشروطة بالإصلاحات، ولكن من يراقب الإصلاحات؟. اتخذت الحكومة قرارا بوقف التوظيف، لكن التوظيف الانتخابي يتم على قدم وساق من الوزراء، ولاسيما بعض وزراء الخدمات، والهيئات الرقابية غائبة أو مغيبة.
حين أعطيت زيادات سلسلة الرتب والرواتب، كان الأمر مشروطا ببدء الإصلاح، فأين أصبح هذا الإصلاح؟. جرى الحديث عن موازنة رشيقة، لكن الموازنة خلت من الإصلاحات.
ترحل الحكومة بعد شهر وقد حملت الشعب اللبناني أحد عشر مليار دولار دينا، تضاف إليها المليارات السبع من عجز الموازنة.
انتهى “سيدر”، سيبدأ المؤتمرون بالعودة إلى بيروت، وبدأ المواطن يحتسب منذ الآن: ما هي الضرائب التي ستضاف إلى أعبائه لاستيفاء المليارات التي ستذهب إلى مشاريع بنى تحتية هالكة لا تدر أرباحا.
أسرع تعليق وأقسى تعليق على مؤتمر “سيدر” جاء في تغريدة للنائب وليد جنبلاط الذي قال: “ان توصيات مؤتمر البلح عفوا الأرز في باريس جميلة جدا، لكن الأساس هو الاصلاح”.
في أي حال، لبنان الرسمي اعتبر ما حصل في باريس انتصارا، وقد اتصل الرئيس الحريري بالرئيسين عون وبري ووضعهما في أجواء هذا الانتصار.