من الحديقة الخلفية لقصر بيت الدين ، وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سلسلة من الرسائل ، منها بمفعول رجعي ومنها مستقبلي ، وكأنه بهذه الرسائل رسم خطا وكتب فوقه : ” هذا هو المسار ” :
في الموضوع المالي، قال باقتضاب : ” القصة مش مزحة “، مذكرا بما سبق أن قاله :
” لازم كلنا نضحي ببعض الإمتيازات وإلا رح نخسرهن كلن ” … الرئيس عون لم يغفل عن انتقاد السياسة المالية التي كانت سائدة منذ ثلاثين عاما ، فقال إنها سياسة ريعية وليست استثمارية ” …
في الموضوع الديبلوماسي اعلن أن لا أميركا تتدخل ولا طبعنا يقبل الضغوطات … الموقف الأبرز داخلي وتحديدا عن الوزير باسيل … حسم موقفه منه قائلا : أنا لا أبعد جبران ولا أضغط عليه ، ومن يأتوني للضغط عليه أجيبهم : ” عملوا معروف إحكوا مع جبران … في الموضوع العسكري ، إستبعد الرئيس عون طرح استراتيجية دفاعية … أما في موضوع تطبيق الطائف ، فهو يقول ” أنا عم صلح الطائف ” …
كلام رئيس الجمهورية يتوقع أن تكون له ارتداداته في أسبوع حافل بالمواعيد والإستحقاقات : فالخميس على أبعد تقدير ، جلسة لمجلس الوزراء في بيت الدين بعد ان يكون رئيس الحكومة قد عاد من واشنطن ، وجرى توزيع جدول الأعمال … ويوم الجمعة يتوقع أن يصدر تقرير ” ستاندارد أند بورز ” حول تصنيف لبنان الإئتماني ، مع التخوف من أن يكون التصنيف أن لبنان بات بلدا غير صالح للاستثمار وسنداته ممكن ان تكون غير قابلة للسداد …
لكن هذا التخوف يتحسب له لبنان بجملة من الإجراءات سواء في تطبيق موازنة العام 2019 وفي وضع موازنة 2020 في موعدها ، والسير بالإصلاحات المطروبة ومعالجة التهريب والتهرب … في هذا السياق كانت لافتة الجولة المفاجئة لوزير المال علي حسن خليل للمرفأ ، فيما وزير الدفاع قدم في مؤتمر صحافي مسهب شرحا عن كيفية مكافحة التهريب ، مع تسجيل أن ملف التهريب مفتوح منذ زمن وأن من طرق معالجته ليس فقط ضبط التهريب على المعابر فحسب بل ملاحقة المهربين داخل الأراضي اللبنانية ، وهم معروفون والطرق التي يسلكونها معروفة ومكشوفة …
في ملف الحدود ولكن جنوبا، كشفت معلومات غربية عن أن الديبلوماسي الأميركي الذي خلف دايفيد ساترفيلد، دايفيد شنكر، سيزور لبنان في الثاني عشر من الشهر المقبل ويلتقي الرئيس نبيه بري للبحث في مسألة ترسيم الحدود جنوبا.