“يعمل المعنيون في لبنان وفق القول الشائع: (كل شي فرنجي برنجي)… حين تكون الحقيقة ساطعة في لبنان، ويقولها لبناني، اي لبناني، يرميها المعنيون في سلة المهملات، ويستخفون بقائلها، أو بقائليها، ولكن حين يقولها (فرنجي) يصبح ما يقوله مسموعا…
أليس هذا ما حصل اليوم مع الديبلوماسي (الفرنجي دوكان)؟.
ما الذي قاله دوكان ولا يعرفه اللبنانيون؟ وكم مرة قال اللبنانيون ما قاله، ولم يسمعهم أحد؟
دوكان قال: (لا يمكن أن نجد مؤشرا اقتصاديا وماليا واحدا ليس سيئا… ثمة بعض الأشخاص ما زالوا يعتقدون ان ثمة حلا يأتي على شكل معجزة، حلا سحريا قد يحل كل المشاكل، وهذا غير موجود)…
أين الجديد في ما قاله دوكان؟ اليس هذا ما يقوله كل لبناني كل يوم؟ فلماذا لا يكون مسموعا؟
يقول دوكان: (يجب ان نتذكر ان 60 في المئة من الدين العام يأتي من عجز شركة الكهرباء في لبنان، وأن زيادة التعرفة يجب ان تقر اعتبارا من الاول من كانون الثاني 2020، وأن التعرفة لم تتغير منذ ربع قرن في هذا الملف… ان جباية الفواتير في شكل كامل ليست مستحيلة، ويجب ان نبدأ القيام بهذا الأمر، لأنه اشارة على الالتزام السياسي بالإصلاحات)…
هل من جديد في هذا القول؟ هل كان يجب ان يأتي دوكان من باريس إلى بيروت ليصدق المعنيون ما كان يجب أن يقتنعوا به حتى قبل مجيئه؟ بماذا يشعر المعنيون حين يسمعون من ديبلوماسي كلاما يعرفونه، لكنهم عاجزون عن تطبيقه، ويعطون عجزهم اسبابا تخفيفية؟
للأسف، في كلام الديبلوماسي الفرنسي إدانة للأداء اللبناني، إن لم نقل: توبيخا، فهل من استفاقة قبل الوصول إلى ما يتخوف منه الجميع ولا يبوحون به؟
في سياق آخر، وبعد الضجة التي أثيرت في موضوع التعيينات، أعلن الرئيس سعد الحريري، وحسبما قال وزير الإعلام، ألا تعيينات من خارج جدول الاعمال”…