“أستاذ سيمون”… كان يكفي أن يلفظ هذا الأسم ليعرف الجميع أن الحديث هو عن سيمون أسمر… هو العلامة الفارقة في تاريخ لبنان على مدى نصف قرن، أنطوى ليل أمس:
يظلم سيمون أسمر إذا سمي صانع النجوم وتوقفت التسمية عند هذا الحد… سيمون أسمر “صانع حقبة” حول فيها أحلام كثيرين إلى حقيقة، وبرهن لكثيرين أن في الإمكان صناعة نجم… قبل سيمون أسمر كان الفن محصورا في أسماء ووجوه… صنع سيمون أسمر في أقل من عشرين سنة عددا من النجوم فاق عدد الذين ظهروا منذ عشرينيات القرن الماضي حتى مطلع السبعينيات، تاريخ بدء سيمون أسمر صناعة النجوم…
يظلم سيمون أسمر إذا اقتصر الأمر على وضع لقب مخرج أو منتج قبل إسمه… سيمون أسمر مبدع، خلاق، مغامر، استثنائي، صقل كل هذه الصفات بثقافة عربية وفرنكوفونية, فكان يناقش في الحياة والفن…
كان قاسيا لكنه خلف القساوة كان يخفي شيئا من الإنسانية… كان قاسيا لأنه لم يكن يساير على المستوى وعلى النوعية، والأهم من كل ذلك, على الموهبة. ربما لهذا السبب بقي من صنعهم، من النجوم، في الواجهة، فليس قليلا في عصر الفضائيات والإنفتاح وتعدد الوسائل، أن يصمد من ظهروا في السبعينيات والثمانينيات وحتى بعد ذلك.
لا يكتب تاريخ الفن في لبنان من دون أن يكون لسيمون أسمر فصل كبير فيه… ولا يدرس الفن في لبنان من دون ان يكون سيمون أسمر أحد مواده الأساسية… سيمون أسمر تاريخ ومدرسة، مكانه إلى جانب الكبار ممن سبقوه وممن عاصروه… إفتعل البسمة حين كان الحزن سائدا، وحين حزن، حزن وحيدا… ما بعد سيمون أسمر ليس كما قبله، لا في التلفزيون ولا في الفن، وتكريم سيمون اسمر يكون بتحويله الى مادة دراسية في أكاديميات الفنون، خصوصا أنه مادة لا تتكرر…
سنكون في سياق النشرة مع محور خاص عن “استاذ سيمون” ولكن قبل ذلك لا تتركنا التطورات اللبنانية من مختلف زواياها، ومن ابرزها “الأيام الأميركية في بيروت” مع جولة الديبلوماسي ديفيد شنكر… شنكر تحدث إلى برنامج “عشرين تلاتين ” فكشف أننا في المستقبل سنعلن عن أسماء أشخاص يساعدون ويساندون حزب الله بصرف النظر عن الطائفة والدين…