هل فقد الشارع قدرته على التأثير؟. مرة بعد مرة يتأكد أن الشارع لم يعد قوة تغيير، بل انكفأ ليصبح أداة تعبير، تماما مثلما جرى اليوم.
صحيح أن بعض الأصوات التي ارتفعت في الشارع، يعبر عن مطالب اجتماعية ومعيشية وحتى سياسية، ربما تكون محقة، لكن عدم الحماسة للنزول إلى الشارع، واقتصار الأمر على نحو ألفين من المحتجين، يظهر أن خللا ما ينتاب الحركة الشعبية: فإما أن الأهداف متعددة إلى حد التباين، وإما أن الذين كانوا يرون في الشارع وسيلة تغيير ما عادوا مقتنعين بهذه الوسيلة، وإما أن المحتجين تعبوا وأدركوا أن المرجعيات الشعبية هي التي تملك زمام التحرك، ومن دون ذلك لا تحرك فاعلا.
احتجاجات اليوم بقيت خجولة، واستمرت بين هبة باردة وهبة ساخنة نحو خمس ساعات، وانفضت من دون أن تحقق شيئا وكأنها لم تتجاوز “فشة خلق”.
ولكن ماذا بعد؟، وماذا عن الغد؟، وماذا عن تداعيات ما حصل الأسبوع الماضي؟، ماذا عن الدولار وتسعيرته وتوافره بين المصارف والصيارفة؟، والمحروقات وتوافرها، وخطوط تشريج الخلوي والتسعير بالدولار أو بالليرة اللبنانية؟، ماذا عن المولدات؟، ماذا عن الكهرباء؟.
الأنظار غدا إلى قصر بعبدا، لتتبع حركة رئيس الجمهورية في اجتماعات لاستكشاف حقيقة ما جرى الأسبوع الفائت والمباشرة بالمعالجات، وستكون هذه الحركة في لقاءات متلاحقة مع المعنيين. في وقت يكون فيه رئيس الحكومة في باريس، للمشاركة في وداع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك.
في سياق هذه الملفات، كان لافتا موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي شكل سدا مدافعا عن حاكم مصرف لبنان وقائد الجيش، قاطعا الطريق على محاولة استهدافهما، إذ رأى أن هناك “حملة مريبة تطاول الجيش اللبناني الوطني بامتياز، وتحاول عبثا النيل من مناقبيته وقيمه، قيادة وضباطا وأفرادا”.
وفي الدفاع عن حاكم مصرف لبنان، رأى الراعي أنه “ليس من المقبول التصويب على مصرف لبنان، برئاسة حاكمه الذي حاز كل التقدير الدولي، ونجح في الحفاظ على الاستقرار النقدي”.
البداية من دمعة وصرخة أطلقها رجل مسن غالبته أوجاعه ولم يجد من يتلفت إليه، إلى ان توصلت الـLBCI إلى معرفة هويته، وتكفلت مجموعة من الشبان بعمليته الجراحية وتوفير الدواء له.