في أقل من أسبوع، سجل وزير الخارجية جبران باسيل هدفين في المرمى السياسي والديبلوماسي لرئيس الحكومة سعد الحريري… الهدف الأول حين دعا من القاهرة إلى عودة سوريا إلى الجامعة العربية والهدف الثاني حين أعلن أنه سيصعد إلى سوريا… الموقفان أعقبا لقاء استمر سبع ساعات ونصف الساعة بين الوزير باسيل والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
“طحشة” الوزير باسيل قوبلت بموقف خجول من الرئيس الحريري الذي اكتفى في بيان مقتضب بالقول: “إذا أراد رئيس التيار الوطني الحر زيارة سوريا لمناقشة إعادة النازحين السوريين فهذا شأنه”.
هذا الموقف من رئيس حكومة تجاه أحد وزرائه في ما يتعلق بملف كبير وحساس، يعتبر سابقة نادرة في الحياة الحكومية، وله تفسيران: إما أن رئيس الحكومة غير قادر على مواجهة قرار الوزير باسيل، وهذا هو الأرجح، وإما أنه، في مكان ما، غير رافض هذه الخطوة.
ويبدو أن الوزير باسيل بات خبيرا في ردات فعل الحريري، فأقدم على خطوته مطمئنا ان سقف الإعتراض موقف سياسي… لكن الموقف الأعنف جاء من زعيم المختارة، وليد جنبلاط الذي رد مغردا: “تزورون التاريخ وتحتقرون تضحياتكم وتضحياتنا. تنهبون البلاد وتدمرون الطائف. تريدون تطويع الامن كل الامن لصالح احقادكم”.
وعلى الرغم من كل ذلك، فالأكيد أن الوزير اتخذ قراره وقال: “أنا طالع عا سوريا”، ليبقى السؤال: إذا توصل إلى تفاهمات مع الجانب السوري، أليست الخطوة التالية عرض ما تم التفاهم عليه على مجلس الوزراء؟
عند هذا الحد، لا يصح ان يكتفي الرئيس الحريري بالقول: “هذا شأنه” بل عليه إما أن يقبل وإما أن يرفض، وعلى قبوله أو رفضه تبنى أمور كثيرة.
ملف آخر متفجر أثاره حزب الله… الحزب منزعج من إجراءات المصارف، فما هي الخطوات التي يمكن أن يقدم عليها لترجمة إنزعاجه؟ وكيف ستتلقف المصارف ترجمة الإنزعاج؟ وأين الحكومة من كل ما يجري؟ وهل يكون المواطن عالقا بين فكيْ كماشة الحزب والمصارف.
وهذا المساء فجر الوزير وائل ابو فاعور سلسلة من المواقف، في تظاهرة حاشدة في ساحة الشهداء خصص جزءا كبيرا منها للرد على ما قاله الوزير جبران باسيل أمس في الحدث، ومما قاله أيو فاعور: “آن الأوان لكي يقول لكم الشعب: “إرحلوا إرحلوا إرحلوا…”، وهاجم أبو فاعور قرار الوزير باسيل زيارة سوريا، وموقفه في الجامعة العربية.
السؤال هنا بعد كلام باسيل أمس، وبعد رد أبو فاعور اليوم، هل ينأى رئيس الحكومة بنفسه عن داحس والغبراء بين وزراء حكومته؟