شهر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله “لاءاته الثلاث”: “لا نقبل بإسقاط العهد، لا نؤيد استقالة الحكومة، لا نقبل بانتخابات نيابية مبكرة، في هذا الظرف”..
التدقيق في اللاءات يظهر تباينا بينها : “لا نقبل” غير لا “نؤيد”… “لا نقبل” فيها معنى “الفيتو” … “لا نؤيد” خالية من “الفيتو”، فهل ترك السيد نصرالله الباب مفتوحا، ولو على نطاق ضيق، للتعديل او لتغيير الحكومة؟
لا جواب حتى الساعة، فلاءات السيد جاءت بعد أربع وعشرين ساعة على دعوة رئيس الجمهورية إلى “ضرورة إعادة النظر بالواقع الحكومي الحالي, وبعد ترحيب رئيس الحكومة بهذه الدعوة.
ولكن بعد لاءات السيد نصرالله، كيف سيكون الموقف في بعبدا وفي بيت الوسط؟ الصمت سيد الموقف، وكل ما فعله الرئيس الحريري هو أنه توجه إلى قصر بعبدا، علما أنه مر على دعوة الرئيس عون وعلى ترحيب الرئيس الحريري أكثر من اربع وعشرين ساعة من دون التطرق إلى الآلية التنفيذية لهذا المقترح، إلا إذا كانت لاءات السيد نصرالله قد فرملته, خصوصا ان السيد نصرالله أرفق لاءاته بالقول: “في المعادلة الداخلية، المقاومة هي الأقوى”, كما أرفقها بتشبيه الوضع اللبناني بما يجري في العراق، وكأنه تحذير مبطن.
الجدير ذكره أن العراق يشهد تظاهرات ضد حكومة عادل عبد المهدي تحت عنوان: “الاحتجاج على الفساد والمطالبة بإسقاط الحكومة”. وحكومة عبد المهدي عمرها في السلطة قرابة السنة. ولكن ماذا عن موقف الشارع؟ الشارع لم يتجاوب أمس مع دعوة رئيس الجمهورية، واليوم بعد لاءات السيد نصرالله، كيف سيعبر؟ هل ستبقى الاندفاعة على وتيرتها؟ أم يشهد الشارع تبريدا؟ هل من ترتيبات أمنية ميدانية تتعلق بالطرق؟ أم ان الاعتصامات والتظاهرات سيرى فيها المعتصمون والمتظاهرون وسيلة ضغط لن يتخلوا عنها؟
نحن إذا أمام اللوحة التالية:
احتمال استقالة الحكومة لم يعد واردا.
احتمال التعديل الوزاري بات مستبعدا.
السيد نصرالله تقدم مساره في عدم تأييد استقالة الحكومة على مسار الدعوة إلى إعادة النظر بالواقع الحكومي. يبقى احتمال ألا يتفاعل الشارع مع هذه الحصيلة.
إذا البلد أمام مرحلة دقيقة مع الدخول في الأسبوع الثاني على حركة الإحتجاجات، من دون معرفة الأفق التي ستصل إليه التطورات، خصوصا ان الشارع بدأ يشهد توترات لم يغب عنها الطابع العنفي، خصوصا مع المواجهة التي وقعت في ساحة رياض الصلح بين متظاهرين ينتمون إلى حزب الله، ومتظاهرين من فئات مختلفة.