فتح الطرقات لم يفتح الطريق أمام المعالجات بل كشف أن الأزمة أعمق من إزالة العوائق والسواتر الترابية … الأزمة مرتبطة بوجود حكومة تصريف أعمال وبعدم وجود حكومة مكتملة الأوصاف تنبثق عن مفاعيل حراك 17 تشرين الأول … والأزمة مرتبطة بضغط على المصارف بعد إقفال منذ 18 تشرين الأول الفائت، وقد ترجم هذا الضغط من خلال توافد المودعين خصوصا أن إعادة فتح المصارف تزامن مع آخر الشهر، ومع إجراءات اتخذتها المصارف من دون ان تكون هذه الإجراءات ترقى إلى مستوى التعاميم أو القوانين، لكن بين المودع والمصرف، المصرف اقوى …
والأزمة مرتبطة بأن آلية التكليف لم تبدأ بعد، في ظل التباعد المستمر بين الرئيس المستقيل والوزير باسيل، وفي المعلومات أن أي لقاء لم يتم بين الحريري وباسيل منذ انفجار الأزمة حيث الملاحظ ان الرئيس الحريري يجري مشاورات غير رسمية، فيما الوزير باسيل ينشط بدوره على خط المشاورات أيضا.
اما لجهة الإستشارات النيابية الملزمة للتكليف، فإن المرجح ان تكون الإثنين، وليوم واحد، وعليه فإن الدعوة إلى هذه الإستشارات يتوقع أن تصدر غدا او بعد غد على ابعد تقدير …
إستشارات التكليف قد لا تحمل مفاجأة، فيما الألغام ستواجه استشارات التأليف، ولعل ابرزها مسألة إعادة توزير الوزير جبران باسيل، حيث ان المعطيات وصلت إلى ما يلي:
الرئيس الحريري مازال غير متحمس لأعادة توزير الوزير باسيل، ” وإذا أرادوا توزيره، فليكن ذلك ولكن في حكومة لا أكون انا رئيسها “.
باسيل من جانبه، لم يعد متحمسا لأن يكون وزيرا لئلا يقال إن تمسكه بالتوزير هو الذي يعرقل او يؤخر التاليف، في وقت تحتم كل الظروف، ولاسيما الإقتصادية منها، السرعة في التأليف.
وبعيدا من هذا الجو، ولكن في سياق الملف الحكومي، كان لافتا ما اعلنه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي حدد جملة معايير أبرزها ان الحكومة الجديدة اذا لم يكن لديها وضوح وشفافية وصدق مع الناس فإنها لن تنقذ البلد، أملا في ان يتم تشكيل حكومة جديدة بأسرع وقت ممكن وان تستمع لمطالب الناس الذين نزلوا الى الشارع.
في المحصلة، الأنظار إلى الأحد وإلى كلمة الشارع :
إلى بعبدا مسيرة للتيار الوطني الحر لتأييد رئيس الجمهورية
وفي المقابل إنطلق هاشتاغ #أحد_الوحدة … من الشمال إلى الجنوب ومن بيروت إلى البقاع … ثورة المناطق واحدة.