IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأحد في 10/11/2019

… وفي اليوم الخامس والعشرين، كل السلطات في عطلة وتعطيل، إلا سلطة الشارع الذي تميز في الأحد الرابع على بدء الحراك، بالظواهر والمؤشرات التالية: الإتساع الجغرافي للحراك. الطابع التنظيمي سواء على مستوى الأنشطة أو على مستوى الشعارات. التوسع في انتقاء الأهداف بعناية لافتة. الطابع السلمي للحراك بحيث لم تسجل أي حوادث تذكر.

فعلى مستوى الإتساع، يلاحظ ألا تعب لدى الحراك بل إن الساحات تزداد يوميا. على مستوى التنظيم، يلاحظ أن الحلقات الحوارية باتت تظهر في أكثر من ساحة. على مستوى الطابع السلمي لم تسجل أي حوادث تذكر. على مستوى الأهداف الحراك يختار أهدافا مدروسة وغير عشوائية: من “الزيتونة باي” إلى منزل حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الرابية، مثلما اختار “الإيدن باي” منذ يومين، ومثلما اختار مؤسسة كهرباء لبنان، ومثلما سيختار ساحة النجمة بعد غد الثلاثاء، حيث البرلمان على موعد مع العفو العام، الأكثر إثارة للجدل والخلافات.

وفي مقابل دينامية الحراك، تراوح السلطة السياسية بين حراك داخل الجدران وتبادل رسائل فوق السطوح، فعند الاقتراب من أي توافق، يسود الصمت، وعند الخلافات تضج مواقع التواصل الإجتماعي لدى المختلفين بشتى أصناف الحملات وفتح الدفاتر القديمة، وحين تستعر الحملات يجري التوصل إلى هدنة، غالبا ما تكون هشة لأنها ليست مبنية على أسس صلبة.

في هذا السياق، أين أصبح موضوع التكليف والتأليف؟. ما هو شبه ثابت أن الرئيس المستقيل سعد الحريري ما زال متقدما على غيره في موضوع التكليف، وإذا كان هذا التكليف سيكون ملحقا بشروط “حزب الله”، وإذا قبل بها، فبماذا سيجيب المجتمع الدولي، وتحديدا واشنطن حيال هذه الخطوة التي ستعتبرها تحديا لها؟. في المقابل، هل بإمكانه أن يشكل حكومة لا يرضى عنها “حزب الله”؟. هنا أيضا مشكلة.

إذا التكليف والتأليف مازال في العناية الفائقة، أما في خارج غرفة العمليات السياسية فحراك يرتفع سقف شروطه ومطالبه يوما بعد يوم، فبالتأكيد ما كان يقبل به في 17 تشرين الأول، لم يعد يقبل به في العاشر من تشرين الثاني، فهذا الحراك تخطى مطبات كثيرة وتجاوز قطوعات واستهدافات.

ولكن ما يضغط على الجميع، هو الوضع النقدي والمالي الذي يزداد صعوبة يوما بعد يوم، مع كل انعكاساته على كل القطاعات، على الرغم من التطمينات التي يعطيها المعنيون. وفي هذا السياق الأنظار موجهة إلى المؤتمر الصحافي الذي سيعقده حاكم مصرف لبنان غدا، بعد الضوء الأخضر الذي حصل عليه من اجتماع قصر بعبدا أمس.