IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـLBCI المسائية ليوم الاثنين في 11/11/2019

إحترموا الناس.. إحترموا هذا الشعب الذي أولاكم ثقته، وربما هو نادم على فعلته، لأنكم لم تكونوا أهلا لها. إحترموا صموده وصبره ومثابرته لليوم السادس والعشرين على التوالي، متحديا تخاذلكم وعجزكم، وكاشفا لامبالاتكم تجاه أربعة ملايين لبناني.

راهنتم على تعبه، فلم يتعب. راهنتم على خروجه من الطرقات، فخرج أو أخرج، لكنكم لم تتنفسوا الصعداء لأنه فاجأكم في الساحات وفي ملاعب المدارس وفي الجامعات.

ما زلتم تعالجون الأمور الإستثنائية بمقترحات عادية، فمثلا: هل بالإمكان دمج استشارات التكليف مع استشارات التاليف؟. هل بالإمكان تعويم أحد من الحكومة المستقيلة ليكون في الحكومة الجديدة؟. ماذا عن المهل؟، وهل في الدستور ما يتطرق إليها؟.

تهتمون بكل شيء إلا بوجع الناس. هل بلغكم أن الطلاب مازالوا خارج مدارسهم وجامعاتهم للأسبوع الرابع على التوالي؟. هل بلغكم أنكم بأدائكم وضعتم الناس في مواجهة المصارف؟. هل بلغكم ان الإقتصاد في أسوأ أيامه، إذ انه في أيام الحروب المتتالية والمتعاقبة لم يكن على هذه الدرجة من السوء؟.

ماذا تنتظرون لتشعلوا محركات التكليف والتأليف؟. كان يفترض أن يكون التكليف غداة الاستقالة، والتأليف غداة التكليف، فمن منحكم ترف التأخير؟، وحتى لو لم يتحدث الدستور عن مهل، هل تتمسكون ببنود دستورية تكتنفها عيوب؟. وإذا كان الدستور لا يحدد مهلا، هل تتركون الأمور على غاربها إلى أن يتفجر الوضع برمته؟.

عبثا تحاولون خارج السلطة الإجرائية المكتملة الأوصاف، فإذا كانت حكومة قائمة لم تستطع القيام بواجباتها، فكيف بحكومة تصريف أعمال في ظل وضع جديد لم يشهده لبنان منذ إعلان لبنان الكبير، أي منذ مئة سنة: فلا إضرابات ولا اعتصامات في لبنان صمدت ستة وعشرين يوما، ولا إضرابات ولا اعتصامات في لبنان كانت عابرة للطوائف وللمذاهب وللمناطق، ولا أضرابات أو اعتصامات في لبنان أدت إلى اعتراف الطبقة السياسية، كل الطبقة السياسية، بالحراك، وبأنه يجب أن يكون ممثلا في السلطة الإجرائية.

ومع ذلك، الطبقة السياسية تمعن في ثقافة “الجدل البيزنطي” و”جنس الملائكة”: هل يجب أن نكلف ثم ننتظر التأليف، أم يجب أن تتلازم الخطوتان؟.

ولئلا نغرق في الاجتهادات، المطلوب أمس قبل اليوم، واليوم قبل الغد: تكليف سريع، وتأليف سريع، وبيان وزاري مقتضب يحدد إمكانية الخروج من الأزمة، والأهم من كل ذلك تحديد مهل للتنفيذ.

ما لم يحصل هذا الأمر، فإن الطبقة السياسية مسؤولة عن إبقاء البلد في قلب الدوامة، ولكن تنبهوا، ستلاحقكم لعنة الناس حاضرا ومستقبلا، تحت عنوان: الناس في قلب الأزمة، وأنتم في ترف تناتش مقعد من هنا وحصة من هناك.

وقبل الدخول في تفاصيل النشرة، نشير إلى أن رئيس الجمهورية ستكون له مقابلة تلفزيونية الثامنة والنصف من مساء غد. وفي سياق آخر، اهتمام فرنسي بالتطورات اللبنانية، وبحسب مصادر مطلعة على الزيارة، فإن الموفد الشخصي للرئيس ماكرون سيلتقي الرؤساء الثلاثة ورؤساء الأحزاب وممثلي الحراك، وسيكون له موقف بعد جولته وجوجلته.