غدا الأربعون، لكنه بالتأكيد ليس أربعين الإنتفاضة، بل أربعين كل محاولات تعويم ما كان قائما قبل 17 تشرين الأول. أربعون يوما على الحراك في الشارع، والذي تحول إلى انتفاضة فثورة، وبات محط اهتمام الخارج، لأنه يحدث للمرة الأولى بهذا الحجم وبهذه الإستمرارية.
على عتبة الأربعين، أين يستقر الوضع؟. لا استشارات تكليف حتى اليوم، وليس في الأفق ما يشير إلى ان موعد الاستشارات اقترب. لا حكومة في المدى المنظور، وحتى حكومة تصريف الأعمال ليست في مرحلة العمل، بل في مراوحة، وحتى في حال من الشلل.
إنسداد الأفق السياسي، بات يؤثر مباشرة على الأوضاع المعيشية والإقتصادية والمالية. المواطنون بدأوا يلمسون ارتفاع الأسعار في معظم المواد الغذائية، ولا يعرفون إلى من يرفعون شكواهم. القطاع المصرفي يحاول جاهدا أن يلبي السوق بالمال، بمقدار ما يحاول أن يلبي الرأي العام ببيانات الطمأنة، في مواجهة ما يعتبره حملة مشبوهة ومدروسة لضرب القطاع المصرفي.
في مطلق الأحوال، غدا لناظره قريب على كل المستويات: فعلى المستوى الحكومي، سيظهر ما إذا كانت هناك مساع جدية لتحريك المياه في مستنقع التكليف الراكد. وعلى المستوى الديبلوماسي، هناك تحرك بريطاني في اتجاه لبنان، حيث تحدثت المعلومات عن وصول موفد ديبلوماسي بريطاني في محاولة لتقريب وجهات النظر، علما أن بريطانيا كانت شاركت في الاجتماع الثلاثي الذي انعقد في باريس أخيرا، والذي ضم الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وفرنسا. فهل يحمل الجانب البريطاني أي أفكار في جعبته، أم انه يأتي لمجرد الاستطلاع؟.
لا أجوبة حتى الآن على أي سؤال من الأسئلة، والصورة مشوشة، ولا مشهد واضحا سوى مشهد الأرض والتطورات، ومنها نبدأ وتحديدا من حمانا بعد إطلاق القصر.