Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم السبت في 30/11/2019

لو كان هادي زبليط هذا الأسبوع في طرابلس، لكان جالسا في سيارته منتظرا أمام محطة محروقات سعيا لملء خزان سيارته، لكن هادي زبليط، ابن طرابلس، وهو في فرنسا، عين هذا الأسبوع أمينا عاما لتحالف “رينو” و”نيسان” و”ميتسوبيتشي”، بعد اجتماع أول من أمس الخميس، وهو أعلى منصب في هذا التحالف، وسبق أن تولاه كارلوس غصن.

هادي زبليط اللبناني- الفرنسي، ابن التسعة والأربعين عاما، لو كان في لبنان، هل كان “يصلح” ليكون وزير تكنوقراط في حكومة تكنوقراط، أو كان يتوجب عليه أن يجتاز “معمودية المباركة والموافقة” من هذا الزعيم او ذاك، ليدخل جنة الحكومة الجديدة؟.

ثورة 17 تشرين الأول قائمة ليصل إلى الحكم في لبنان أمثال هادي زبليط، وهم كثر، سواء في داخل لبنان وهم لا يأخذون فرصهم في الوصول، أو في خارج لبنان، وهم يأخذون فرصهم، إنما في الخارج، أما إذا فكروا في الوصول إلى المواقع القيادية في لبنان، فإن علمهم وشهاداتهم حيث يعملون، لا تكفي ليتأهلوا إلى المواقع القيادية. فهذه المواقع، في معظمها، محجوزة حتى إشعار آخر لأهل الولاء “لا لأهل الأداء”.

وبعد، هل من يسأل لماذا انفجرت ثورة 17 تشرين. ثورة 17 تشرين يفترض ألا تهدأ إلا بعد أن يكون في امكان أمثال هادي زبليط تبوء مسؤوليات في لبنان.

هل هو “حلم ليلة خريف”؟، ربما. ولكن ما يجري منذ خمسة وأربعين يوما، يؤشر إلى أن تغييرا ما بدأ يشهده البلد، لكنه تغيير قاس ومؤلم لأنه يجري ببطء وتحت ضربات الدولار وصفيحة البنزين ولا مبالاة السلطة في إعادة تكوين نفسها. فالحكومة مستقيلة، وقد دخلت اليوم شهرها الثاني على الاستقالة، وليس في الأفق ما يشير إلى ان استشارات التكليف ستحدد قريبا، علما أن هذه الاستشارات كان يفترض أن تجري أول من أمس أو أمس، بعدما أصدر الرئيس الحريري مطلع الأسبوع بيانا أعلن فيه عزوفه عن التكليف فالتأليف.

لكن المشاورات التي عادة ما تسبق الاستشارات، لم تفض إلى خروج الدخان الأبيض من قصر بعبدا وتحديد موعد استشارات التأليف، ما يعني أن الدخول في الشهر الثاني من دون تكليف، من شأنه أن يعيد الكرة إلى ملعب الرئيس المستقيل لتفعيل مرحلة تصريف الأعمال لحكومته، خصوصا أن الأوضاع المالية والاقتصادية والمعيشية لم تعد تحتمل ترف الانتظار، بدليل الاجتماع الذي جرى في قصر بعبدا للاحاطة بالوضع المالي وإيجاد المعالجات الممكنة.