Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الخميس في 05/12/2019

قبل ثمانٍ وأربعين ساعة على انتفاضة 17 تشرين الأول الفائت ، إندلعت حرائق في أكثر من منطقة لبنانية ، وكانت الأكثر خطرًا في ساحل الشوف ووسطه … أحدثت الحرائق مجازر بيئية ، وبعد ثمانٍ وأربعين ساعة إندلعت الإنتفاضة … العقول التي تؤمن بربط كل شيئ بالمؤامرات ، ربطت ما حدث في 17 تشرين الأول بحرائق 15 تشرين الأول ، لكن أين أصبح التحقيق في التقصير ؟ أين اصبح ملف طائرات ” سيكورسكي ” ؟

اليوم تحدث فيضانات ، تقريبًا في الساحل الذي شهد حرائق … فهل وفق العقل المؤامراتي ذاته ، بالإمكان استنتاج أن الفيضانات تستهدف الإستشارات ؟

لا يا سادة ، لا الحرائق مؤامرة ، ولا الفيضانات مؤامرة … المؤامرة الوحيدة في هذا البلد هي الإهمال وغياب المحاسبة … إهمال صيانة ” سيكورسكي ” ضاعف من أضرار حرائق 15 تشرين الأول ، وأكثر من ذلك ، التحقيق يراوح مكانه ولا محاسبة … وإهمال صيانة المجاري والطرقات ، تسبب في ما حصل اليوم من فيضانات ، لكن المسؤول مرتاح لأن التحقيق لن يصل إلى مكان والمحاسبة ستبقى فصلًا في الكتب الأكاديمية من دون أن تخرج منها إلى حيِّز التطبيق ، ولمَن لا يصدِّق ، ليتذكَّر فيضانات الرملة البيضا ومجرور الإيدن باي … هل وصل التحقيق إلى نتيجة ؟ هل تمت محاسبة أحد ؟ على شاشتنا ، وفي الأَخبار ، وفي البرامج الحوارية ، كم من المرات فتحنا ملف الفيضانات ولاسيما منها فيضان الرملة البيضا ، فخرج الجميع ابطالًا : رئيس البلدية والمحافظ والمتعهِّد وصاحب المشروع والقضاء … هكذا اليوم ، لكن تكون هناك مسؤولية ، ولن تكون هناك محاسبة ، بل إن الأبطال سيتقاذفون كرة المسؤولية ، مراهنين على أن بعد حين سيحدث فيضانٌ آخر ، فينسى الجميع فيضان اليوم … وبعد ، هل مَن يسأل لماذا تندلع الإنتفاضات والثورات ؟ تندلع لأن المسؤولية وجهة نظر ، ولأن المحاسبة تصريف أقوال في غياب تصريف الأَعمال … وللمواطنين الذين علقوا لساعات في فيضان اليوم نقول : مؤسف أنكم ستعيشون ” وتاكلو غيرا ” لأن في كل شتوة سيحدث فيضان لأن فائض الإهمال مرتفع …

في الملف الحكومي ، لا جديد في المقرات ، في انتظار ” إثنين الإستشارات ” لكن الهدوء السياسي خرقه ما أعلنه النائب نهاد المشنوق من دار الفتوى ، وفيه حديثه عما وصفه ” تمادي وتجاوز الوزير جبران باسيل لرئيس الحكومة ولرئاسة الحكومة ” ، كذلك رفض الدكتور سمير جعجع حكومة التكنوسياسية من خلال قوله : ” الاختصاصيون في حكومة تكنوسياسية هم مجرّد ديكور فيما المطلوب حكومة تعمل وفق أسلوب جديد يتميّز بالنزاهة والكفاءة والتجرّد .