عذرا أيها الملائكة الصغار، أنتم أطفال الشوارع، وأولاد المياتم، العائشين خلف جدار المحرمات والفقر والجوع الذي خنق طفولتكم.
عذرا، لأننا تحولنا وحوشا بشرية، نستذكركم خلال الأعياد، وننساكم كل أيام السنة، إلا اذا تسللت الفظائع التي ترتكب في حقكم إلى مسامعنا، فتنتفض انسانيتنا، وتعلو أصواتنا لتعود وتذوب في يومياتنا، فننساكم مجددا.
عذرا، لأننا تحولنا وحوشا بشرية، تتحدث ومن عمق وجعكم، عن وساطات وتدخلات وتلاعب في الملفات، لصالح فئة دون أخرى، أو قاض دون آخر، أو حتى تتحدث عن تضارب الصلاحيات بين قضاء وآخر.
عذرا، لأننا نسينا أن الأهم حمايتكم ورعايتكم، لأننا قبلكم سمعنا الكثير عن تجاوزات في حقكم، أهملت أو خبئت في جوارير النسيان، فأنتجت المزيد من المآسي.
عذرا، لأننا دائما نتسرع، فنتبنى سيناريوهات تطال حياتكم أو نرفضها، تحت شعار حماية الدين ورجاله أو رفضا لحماية لدين ورجاله، فيما المطلوب، تطبيق القوانين وترك القضاء، والقضاء وحده، للتحقيق بدقة وتجرد وموضوعية في جرائم قد تكون ارتكبت في حق أطفال، همشتهم الحياة، وجئنا نزيد أوجاعهم أوجاعا.
هذا القضاء، مطالب قبل كل شي، قبل البحث في الفساد والمفسدين، والأموال المنهوبة، أن يكشف كل ملفات التبني غير الشرعي في لبنان، والاتجار بالبشر، لأن كلنا يعلم أن بيننا جمعيات وهمية، تعمل من دون حسيب او رقيب، وبيننا تجار بشر، يبيعون الأطفال في الداخل وإلى الخارج، ويرشون من يصدر الوثائق الثبوتية من المستشفى حيث الولادة، إلى المختار، إلى المحامي، إلى دار الرعاية، إلى مزور وثيقة السفر.