IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأحد في 08/12/2019

سقط الخطيب، عاد العريس، والحكومة “قسمة ونصيب”. دارت السياسة دورة كاملة لتعود إلى “بيت الوسط”. ثلاثة وخمسون يوما على الثورة، واحد واربعون يوما على استقالة الرئيس الحريري الذي أصر على عدم العودة، وأطلق شعاره الشهير: “ليس أنا…بل أحد آخر”، لكن هذا الآخر كان يسقط قبل الوصول إلى خط النهاية، وأحيانا قبل الانطلاق عند خط البداية. سقط الوزير والنائب السابق محمد الصفدي. وتلاه سقوط الوزير السابق بهيج طبارة. ومن خارج السياق العلني، سقط السفير السابق نواف سلام وفؤاد المخزومي.

تأخرت استشارات التكليف، سعيا للتوصل إلى حزمة التكليف والتأليف في آن واحد، لكن كل ذلك لم يحدث. اعتبارا من منتصف الأسبوع الذي مر، ومع تعثر إقلاع المهندس سمير الخطيب، أشعلت محركات في “بيت الوسط” من خلال المؤشرات التالية: الرسائل التي وجهها الرئيس الحريري إلى ملوك ورؤساء للطلب إليهم تغطية فتح اعتمادات في دولهم للإستيراد إلى لبنان، الإعلان عن مؤتمر الدعم الدولي للبنان الذي ينعقد في باريس الأربعاء المقبل.

الكلام الذي أطلقه المهندس سمير الخطيب من دار الفتوى، كان بمثابة التكليف العملي الملزم للإستشارات النيابية الملزمة. ففي كلمة مكتوبة، قال الخطيب من دار الفتوى: “صاحب السماحة هو من داعمي الرئيس سعد الحريري الذي يبذل جهودا للنهوض بلبنان، ويدعم دوره العربي والدولي الذي يصب في هذا الاطار، وعلمت من سماحته أنه نتيجة اللقاءات والمشاورات والاتصالات بأبناء الطائفة الإسلامية، تم التوافق على تسمية الرئيس سعد الحريري لتأليف الحكومة المقبلة”.

بعبارات مقتضبة، قضي الأمر. وعليه، كيف سيكون موقف الأفرقاء: هل سيبقى الرئيس الحريري على شعاره “ليس أنا… بل أحد آخر”؟. ما هو موقف الرئيس بري الذي راهن على الرئيس الحريري من اليوم الأول، إلى درجة أنه جهر بأنه عرض عليه أن يجلب له “لبن العصفور”؟. ماذا عن موقف “حزب الله” الذي للمرة الأولى، ولو بشكل غير رسمي، يسمي الرئيس الحريري؟. ماذا عن موقف الوزير جبران باسيل، بحيث ان الحريري كان يشترط حكومة ليس فيها الوزير باسيل؟.

قد تأتي الأجوبة عن هذه الأسئلة، بعد استشارات التكليف التي يرجح أن لا تكون غدا، للإفساح في المجال أمام مزيد من التشاور.