Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأحد في 22/12/2019

غدا ماذا؟. انتهت إستشارات التكليف وأنجزت استشارات التأليف، وحاول الرئيس المكلف اليوم إجراء مشاورات مع الحراك، لكن التجاوب كان شبه معدوم. وعليه، غدا ماذا؟، كيف سيتحرك؟، هل من “خارطة طريق” سينتهجها للتأليف في ظل المعطيات الراهنة؟.

الواقع على الأرض والواقع في السياسة، ولاسيما في البيئة السنية، ليس مسهلا: لا في بيروت ولا في طرابلس. صحيح أن ردات الفعل الميدانية والسياسية غير مفاجئة ومتوقعة، لكن كيف سيستطيع الرئيس المكلف تجاوزها؟، إذا كان التحاور غير متوافر، فهل سيأخذ بمطالب الثوار من دون أن يلتقيهم؟، وكيف سيكون ذلك؟. إنها حال فريدة غير مسبوقة، فهل سيستطيع تجاوزها؟. الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة بعد أن يتبين المسار السياسي للرئيس المكلف، وكيفية التعاطي معه من قبل الحراك.

الرئيس المكلف كانت له سلسلة تغريدات اليوم ومن أبرزها: “نحن بحاجة إلى حكومة مستقلين واختصاصيين، وهدفي أن نؤلف حكومة مصغرة من نحو 20 وزيرا”. واللافت اليوم ما تضمنته عظة البطريرك الراعي في شأن الملف الحكومي، حيث ورد فيها: “نناشد جميع القوى السياسية التعاون مع رئيس الحكومة المكلف وتسهيل التأليف. هذه الحكومة هي حكومة طوارىء انقاذية، على مستوى الاقتصاد والاجتماع والإصلاحات في الهيكليات والقطاعات، وإيقاف تفاقم الدين العام وتنامي العجز. وبعد ذلك، يبدأ الحوار الوطني عن الأساسيات.

لكن الحدث اليوم، بالمعنى السياسي، يختزل بخروج السفير السابق نواف سلام على صمته. السفير سلام الذي طرح اسمه بقوة كمرشح محتمل ليكون رئيسا للحكومة، ونال أربعة عشر صوتا في استشارات التكليف، أصدر بيانا تضمن مواقف عالية السقف، ما يؤشر إلى أنه عازم على دخول المعترك السياسي الداخلي من الباب الواسع، إذ قال في بيانه: “هل أرد مثلا على التهمة بأنني تابع لهذه الجهة الأجنبية أو تلك، بعدما أمضيت عشر سنوات في خدمة لبنان في الأمم المتحدة؟، فعلى سبيل الجدل ليس إلا، وفيما لو صح شيء من هذه التهمة الباطلة، أليس الأصح سؤال المروجين لها اليوم لماذا سكتوا عنها طوال هذه السنين وأنا في هذا الموقع الحساس معينا ممثلا للبنان بإجماع مجلس الوزراء؟ وما يؤكد أيضا كذب كل هذه الإفتراءات، هو أن مئات المواقف التي اتخذتها والخطب التي أدليت بها دفاعا عن لبنان وقضايا العرب وفلسطين موثقة بالكامل، ولم يجد أحد فيها أو في أي من كتبي ومقالاتي المنشورة ولو حرفا واحدا يمكن أن يسند إليه أيا من هذه الافتراءات”.

هذا الموقف يفترض أنه موجه إلى الذين اعترضوا السفير نواف سلام، وفي مقدمهم “حزب الله”، ليس علنا، بل من خلال ما تم تداوله ولم ينفه أحد.