كل جرعات التفاؤل لم تفض إلى تسييل هذا التفاؤل بإمكان ولادة الحكومة في الـ2019.
ليس هناك شيطان واحد يكمن في التفاصيل، بل إن “شياطين التوزير” تكاد أن تحول مهمة الرئيس المكلف إلى مهمة شبه مستحيلة.
ولو كان صحيحا أن الجميع يسهلون، ولا يعرقلون ويضعون شروطا، لكانت الحكومة ولدت، لكن ما هو مؤكد أن الشروط هي التي تعرقل، وإن كان المعرقلون يبدون كالنعاج ويبدون زاهدين، ربما لمعرفتهم بأن العراقيل ستنفجر، ومن اليوم يحاولون تبرئة انفسهم من هذه العرقلة:
من العراقيل أن أحزاب وتيارات وحركات يريدون إعادة وزراء من الحكومة المستقيلة، وهذا ما لا يرضاه الرئيس المكلف.
ومن العراقيل أن أفرقاء يرشحون حزبيين، وهذا ما لا يرضاه الرئيس المكلف أيضا.
ومن العراقيل أن أفرقاء مازالوا متمسكين بحكومة تكنوسياسية، علما أن الرئيس المكلف يرفض سياسيين في الحكومة.
إنطلاقا من هذه العراقيل المثلثة الأضلاع، يبدو أن الرئيس المكلف واقع في كمين من أوصلوه: سهلوا التكليف وها هم اليوم يصعبون التأليف، وفي لعبة عض الأصابع هذه، من سيكون الأول الذي سيقول آخ؟
لكن معلومات لمصادر مطلعة أفادت هذا المساء بأن هناك حلحلة ما على مستوى التشكيل وأن العقد المتبقية أصبحت قليلة جدا ويتم العمل على تذليلها وأن الرئيس المكلف بات في جيبه أكثر من نصف أسماء الوزراء المتوافق عليهم وما لم تحدث أي مفاجأة فإن ولادة الحكومة قد تتم في الأيام القليلة المقبلة.
والدقيق في الموضوع أن الأوضاع المالية والنقدية والإقتصادية باتت مرتبطة إرتباطا وثيقا بمسار تشكيل الحكومة، فكلما تسهل هذا المسار كلما لاحت في الأفق مؤشرات إقتصادية إيجابية، وكلما تعثرت عملية التشكيل كلما تعثرت الأوضاع المالية والإقتصادية.
والسؤال الذي يطرحه الجميع من دون استثناء: كيف سيكون عليه الوضع في أول يوم عمل من السنة الجديدة، أي الخميس المقبل، في ظل استمرار تعثر ولادة الحكومة؟ لا جواب من أي كان.
وفي الإنتظار، مواكبة لما سيشهده وسط بيروت مساء غد: سهرة رأس السنة ستكون ثورة رأس السنة.