Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم السبت في 04/01/2020

إنها المواجهة الكبرى بين واشنطن وطهران، فمنذ لحظة اغتيال الجنرال قاسم سليماني أصبح الاشتباك الأميركي- الإيراني مباشرا، وسقطت معه كل الخطوط الحمر التي ضبطت إيقاع الصراع التاريخي بين البلدين، منذ إعلان الجمهورية الاسلامية في ايران واقتحام السفارة الأميركية في طهران في العام 1979.

تقول كل المعطيات إن سليماني قائد فيلق القدس، تنقل في السنوات الأخيرة في شكل شبه علني، وهو من ضمن لعبة الخطوط الحمر المرسومة بين بلاده والولايات المتحدة، لم يعتبر نفسه هدفا محتملا، ما جعله يتحرك بسلاسة بين إيران والعراق وسوريا وصولا إلى لبنان، حتى آخر رحلة له من مطار دمشق الدولي، وعلى متن طائرة مدنية غير تابعة للحرس الثوري الإيراني في اتجاه بغداد، حيث نفذت عملية اغتياله.

هذه العملية، أكدت ايران أنها بمثابة اعلان حرب، فسليماني بالنسبة للجمهورية الاسلامية، يشكل الذراع القوي على امتداد منطقة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط، حيث أنشأ كيانات وقوات موالية لبلاده، كذلك فإنه يحظى بشعبية كبيرة في الداخل الايراني.

على هذا الأساس، أصبح الرد حتميا، فمن دونه تتآكل قوة الردع الإيرانية، فيما المطلوب إعادة التوازن الذي فقد باغتيال رجل طهران القوي، وتثبيت قواعد اللعبة مجددا.

أما متى يحصل الرد وأين وكيف، فأسئلة تمتلك طهران وحدها الرد عليها، وسط معلومات تتحدث عن أن الصراع الكبير سيحول العراق إلى ساحة نزاع بين البلدين، تظهر أولى نتائجها من خلال تصويت البرلمان العراقي غدا على قرار إخراج القوات الأميركية من العراق، مع كل ما يترتب عن ذلك من نتائج ميدانية.

الصراع على أرض العراق، لا يعني بالضرورة تجنيب دول المنطقة تداعيات اغتيال سليماني، فاستهداف المصالح الأميركية مفتوح، وتنفيذه قد يحصل من قبل إيران أو حلفائها، وقد لا يكون في القريب العاجل، فهل ينعكس ذلك على لبنان من خلال “حزب الله”؟.

الجواب هنا ينتظر من خلال إطلالة الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله غدا على اللبنانيين، فهل يطمئنهم إلى الآتي من المواجهة؟.

التطورات الدراماتكية هذه تضع كل الشرق الأوسط أمام واقع حرب محتملة، حتى ولو أعلن الرئيس الأميركي أن بلاده لا تريدها. فهل لدى الادارة الأميركية الغارقة في مواجهة محاكمة الرئيس ترامب أمام مجلس الشيوخ والتحضير لانتخابات رئاسية مقبلة، استراتيجية واضحة تستوعب الرد الإيراني، وتاليا تمهد لفرصة حقيقية تعيد سكة التفاوض بين البلدين؟.