هل هذا هو الانتقام الايراني الكبير، أم ان استهداف قاعدة عين الاسد الاميركية في العراق هو مجرد صفعة على وجه اميركا، فيما المهم بحسب المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية إنهاء الوجود العسكري الاميركي في المنطقة.
بالنظر الى اهمية الجنرال قاسم سليماني، ذراع ايران الامنية الممتدة في الشرق الاوسط، فإن رد طهران على اغتياله جاء دون التوقعات، ما جعل العالم كله يسأل: ماذا بعد الضربة الايرانية؟
حتى الساعة، تبدو ردود الفعل هادئة، من طهران الى واشنطن، حيث أعلن الرئيس الاميركي منذ بعض الوقت أن ايران تراجعت، وأنه سيفرض عليها عقوبات جديدة فورا، ليضيف: “مستعدون للسلام مع من يريدونه”.
فهل تنتهي جولة المواجهة الاميركية الايرانية المباشرة عند هذه الحدود، وتعطى الاولوية للديبلوماسية، ولاعادة اطلاق المفاوضات العالقة بين الطرفين، أم يصعد التوتر، ولكن هذه المرة عبر حلفاء ايران في المنطقة، لا سيما بعد اعلان الرئيس روحاني ان الرد الاساسي على اميركا يجب أن تقوم به أمم هذه المنطقة.
أولى الامم المعنية بالرد, العراق، حيث ساحة المواجهة الفعلية، وحيث الانقسام واضح سواء على مستوى الجهات الرسمية أو على المستوى العراقيين أنفسهم, بين مؤيدي الرد على عملية الاغتيال الاميركي والمعترضين عليه، في وقت يتعاظم الصراع الداخلي، ليس فقط بين الطوائف والمذاهب المختلفة، انما حتى بين المذهب الواحد، فيما يتخوف العراقيون من حرب استنزاف طويلة يدفعون هم ثمنها.
أما بقية الامم, فهي في حال ترقب، وترجمة هذا الترقب ظهرت في لبنان، من خلال التأخير مجددا في تأليف الحكومة، فعنوان حكومة التكنوقراط بحسب آخر المعطيات سقط, ليرتفع مجددا عنوان الحكومة التنكو سياسية أو حتى السياسية, تحت مسمى حكومة لم الشمل التي تحدث عنها الرئيس نبيه بري اليوم, لتتمكن هذه الحكومة من مواجهة أي طارئ في المنطقة، كل ذلك من دون أن يتأثر السياسيون بتدهور الاوضاع المالية والاقتصادية، وبالتحذيرات الدولية وآخرها ما اعلنه المنسق الخاص للأمم المتحدة يان كوبيتش من ان إبقاء لبنان بدون حكومة عمل “غير مسؤول”.