اذا استمر التفاوض بمساره الايجابي الذي انطلق امس تكون الحكومة على قاب قوسين من التأليف.
تقول آخر المعطيات الحكومية إن أمرين حسما في الساعات الماضية: الأول أن الحكومة المقبلة لن تكون حكومة سياسية ولا حتى تكنو سياسية إنما ستكون حكومة تكنوقراط أو كما يحلو للبعض تسميتها حكومة اختصاصيين.
الثاني أن حسان دياب باق في موقعه رئيسا مكلفا، وتاليا فإن إمكان إخراجه من المشهد السياسي أصبح من الماضي.
بناء عليه، تتواصل عملية التفاوض، وهي ستشهد على أكثر من محور تدوير زوايا، لا سيما أن تقاطع المعلومات أشار إلى أن الامور العالقة حكوميا يمكن اعتبارها شكلية، ما يعني أن المفاوضات من المفترض أن تخلص إلى تبادل تخفيف الشروط وهو الامر الذي علمت الـLBCI أن حزب الله عمل على تحقيقه، وبدأ تبلوره هذا المساء مع قبول الوزير جبران باسيل طرحا قدمه الرئيس دياب، والطرح مرتبط باسقاط بعض الاسماء على بعض الوزارات.
أما غدا، فلقاء مرتقب بين الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف حسان دياب، واذا لم يشهد اللقاء عقبات جديدة، يفترض ان يتوجه دياب بلائحة اسماء الوزراء الاختصاصيين الى بعبدا للقاء رئيس الجمهورية، وعليه يكون لنا حكومة في حلول نهاية الاسبوع.
تزامنا، مهلة الثماني والاربعين ساعة التي منحها الحراك لانجاز التأليف تنتهي عصر غد، في وقت عاد المتظاهرون اعتبارا من بعد ظهر اليوم الى شوارع بيروت والمدن الاخرى، بعد ساعات من ليلة الحمرا التي يمكن وصفها بالسوداء.
ليلة الحمرا هذه، أكدت المؤكد، فالسياسة المالية للدولة اللبنانية ومعها القطاع المصرفي الذي استهدف أمس، لا بد أن يشهدا تغييرات جذرية تعيد للبنانيين ثقتهم بهما.
وهذه التغييرات، على الاقل على صعيد القطاع المصرفي ستشمل بحسب الخبراء دمجا للمصارف سواء على الصعيد المحلي او الخارجي، ورفع رساميل المصارف عبر المساهمين الحاليين أو عبر توسيع قاعدة المساهمين, أضف الى ذلك تغيير ذهنية ادارة المصارف بحيث تحول توظيفاتها من الدولة الى القطاعات الانتاجية، ما يؤمن استقرار الجميع.
حتى الوصول الى هذه الاهداف، استهل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري يومه البيروتي الاول بعد عودته من باريس بتأمين خط حماية لحاكم مصرف لبنان، اذ اعلن ان لرياض سلامة حصانة وتاليا لا أحد يستطيع عزله، وشن هجوما على التيار الوطني الحر محملا إياه مسؤولية الفشل في خطة الكهرباء، التي لو نجحت، “لكنا اليوم معنا مصاري”.