IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار  الـ”LBCI” المسائية ليوم السبت في 29/02/2020

ليس الوقت وقت هلع، إنما وقت عمل لمحاربة فيروس الكورونا، الذي تضيق فرصة القضاء على انتشاره يوما بعد يوم، بحسب منظمة الصحة العالمية. المطلوب وبشكل طارىء من كل الحكومات القيام بكل ما يلزم، لاحتواء المرض والأهم الاستعداد له والوقاية منه، ومن بين هذه الحكومات طبعا، الحكومة اللبنانية.

حتى الساعة، في لبنان سبع حالات مؤكدة، أربع منها كانت على متن الطائرة التي وصلت من مدينة قم الايرانية، وثلاثة ممن اختلطوا بهؤلاء المصابين، الأمر الذي يستدعي وحده رفع الراية الحمراء.

فالحكومة التي تخبطت قراراتها في الأيام الأولى لاعلان وصول الفيروس، حتى خلصت إلى منع السفر من البلدان الموبوءة، ووقف التدريس لأسبوع كامل اعتبارا من اليوم، لا تملك “ترف الوقت ولو لساعات” لاتخاذ اجراءات أكثر من صارمة، سواء على مستوى المعابر الجوية والبرية والبحرية، أو على مستوى تأمين الحجر الصحي الالزامي أو على الأقل مراقبته بشدة.

بحسب المعطيات التي أكدها منذ بعض الوقت وزير الصحة حمد حسن للـLBCI، فإن الاجراءات المتعلقة بالوافدين جوا تكثفت منذ ما بعد ظهر اليوم، إذ أصبحت كل الطائرات القادمة من الدول المعلنة موبوءة، خاضعة للتفتيش الدقيق، بحيث تمكن الفريق الطبي من الصعود اليوم إلى متن طائرتين تابعتين لخطوط الشرق الأوسط قادمتين من ايطاليا، ومراقبة أوضاع المسافرين وقياس حرارتهم، في وقت يعمل على تأمين الصعود على متن الطائرة الايرانية المرتقب وصولها الاثنين المقبل، وعلى متنها لبنانيون فقط. كما رفع عديد الفريق الطبي العامل في المطار إلى ستة اخصائيين يتناوبون كل ساعات العمل، تزامنا مع تأكيد الأمن العام اللبناني جمع استمارات الوافدين جميعا مع ختم جوازات السفر.

وفيما يبدو أن اجراءات المطار إلى تحسن، ماذا عن اجراءات المعابر البرية لا سيما مع رفع عديد الفرق الطبية هناك، والأهم، ماذا عن العزل المنزلي والتشدد في تطبيقه، وهو ما يثبت يوما بعد يوم، أنه ثغرة خطيرة قد يتسلل منها انتشار المرض بسرعة كبيرة، فيما القاعدة الذهبية للقضاء على أي وباء، تتمثل باتخاذ اجراءات الوقاية والمتابعة ونشر الوعي وتوفير العزل المناسب، وصولا إلى تكريس الجهود لمعالجة المرضى.

لبنان، بقدراته الضئيلة المادية والتقنية والعلمية، يحاول تأمين التدابير اللازمة لوقف انتشار الكورونا، إنما ما يهم الآن تنظيم الجهود ليس فقط على مستوى وزارة الصحة، إنما كل الوزارات المعنية، ومعها البلديات والمنظمات غير الحكومية، لمكافحة الوباء جديا، ولاستعادة المواطن ثقته بدولته، حماية لنا جميعا ومنعا لعزلنا كلنا وكليا.