عندما وصلت “ايمان ” الى مستشفى رفيق الحريري، كانت حالتها دقيقة، وتقول رواية اقربائها ان ايمان كانت قد قضت ساعات في طوارئ احد المستشفيات الخاصة، التي، وقبل تقديم الاسعافات الاولية لها ، طلبت نقلها الى مستشفى رفيق الحريري لاجراء فحص الكورونا.
لكن “ايمان” وبعد ساعات قليلة من دخول مستشفى رفيق الحريري توفيت، فرفعت معها حال القلق عند اللبنانيين.
ماذا حصل مع ايمان، وهل اصبح المطلوب من المريض تشخيص حالته بنفسه؟ هل اصبح المطلوب ان نعرف نحن ما هي حالنا. هل نحن نعاني من وعكة بسيطة؟ هل نحن نتعرض لازمة قلبية او جلطة صدرية؟ هل نحن اصبنا بالكورونا؟ “لانو الظاهر “، اصبح من واجبنا تشخيص حالتنا، لنختار “على رواق” بأنفسنا الى اي مستشفى نتوجه، وبماذا نبدأ علاجنا ؟ هل نبدأه بفحص الكورونا او نبدأه بأي شيء آخر ؟
الموضوع “مش هيك “، والمواطن مش “مطلوب منه هيك “، لان المطلوب من المستشفيات استقبال الحالات الطارئة مهما كانت هذه الحالات.. واذا كان بعض المستشفيات غير مجهز بعد لاستقبال حالات الكورونا، او الحالات التي تشبه الكورونا، فماذا تنتظر ؟ ما هي متطلباتها ؟ لمن رفعتها ؟ ولمن قالت انا غير جاهزة ؟
ما الذي لم يفهمه بعض المستشفيات بعد؟ هل صعب استيعاب فكرة اننا نواجه وباء ؟
واذا كانت هذه المستشفيات غير مستعدة بعد او عاجزة او مرعوبة او متخاذلة عن استقبال حالة واحدة ، فماذا ستفعل اذا ارتفعت اعداد المصابين في لبنان، ومعها ارتفعت اعداد اولئك الذين هم بحاجة الى العناية المشددة او العناية الفائقة؟
مش مقبول… والله مش مقبول… ان تزيدوا على قلقنا من فيروس الكورونا رعب سقوطكم في الفوضى والخوف والتخاذل . ماذا تريدوننا ان نقول وبماذا نوصف الذي حصل؟
افهموا… ان ما نواجهه جميعا فيروس صامت قاتل… قالت عنه منظمة الصحة العالمية انه عدو البشرية، وهذا العدو لكي نواجهه نحتاج الى الكثير الكثير من التنظيم والجدية والفعالية .. الامور تبدو غير متوفرة امام عدونا الشرس.