IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم السبت في 21/03/2020

لبنان في حرب، شئنا أم أبينا. في هذه الحرب لا بد من طرح أسئلة، ولا بد من وضع الأمور في نصابها:

في الحرب، ليس هناك مسؤول وغير مسؤول، الجميع مسؤولون، من أصغر مواطن في آخر بلدة في لبنان، إلى أكبر مواطن في العاصمة.

في الحرب، ليست هناك سلطة ومعارضة، الجميع يتحمل المسؤولية: لا سلطة تندب حظها على قاعدة “العين بصيرة واليد قصيرة”، ولا معارضة تحاول تسجيل نقاط على السلطة و”تنمر عليها”، متناسية أن هذه السلطة “إلها بالقصر من مبارح العصر”.

في الحرب، ليس هناك أحزاب وتيارات وحركات وجمعيات ومنظمات وهيئات، هناك مجتمع يجب إنقاذه، ومواطن يجب طمأنته والمحافظة عليه.

في الحرب يجب أن يضع الجميع أمام أعينهم أن لا عداد سوى عداد الإصابات وكيفية تقليصها لا زيادتها. كل العدادات الأخرى يجب أن تتوقف: فلا الإنتخابات على الأبواب، ولا استطلاعات الرأي تنفع، ولا تسجيل النقاط على بعضنا البعض ذو جدوى.

في الحرب، توفير الكمامات أهم من التصريحات، وتأمين القفازات أهم من البيانات، وتوفير المعقمات أهم من المؤتمرات الصحافية، و”ضبضبة” الناس في منازلها أهم من أي شيء آخر.

الناس حفظت السياسيين عن ظهر قلب: يعرفون ماذا سيقول هذا السياسي لأنه في الموالاة، ويعرفون ماذا سيقول ذاك السياسي لأنه في المعارضة. ولكن ليس بالكلام تتوافر الكمامات والقفازات والمعقمات والأسرة وتجهيزات التنفس.

في هذه الحرب، ليس هناك “مين بينفد بريشه ومين بيعلق”، فإما نربحها معا وإما نهزم أمامها معا: الصين تكاد تنتصر في هذه الحرب، يعني ان كل الصينيين انتصروا. وإيطاليا تكاد تهزم في هذه الحرب، يعني أن كل الإيطاليين هزموا.

لا مكان لمنطق “حايدي عن ضهري بسيطة”، فهذه الحرب “مش حايدي عن ضهر حدا”: لا عن منطقة ولا عن طائفة، ولا عن حزب ولا عن موالاة ولا عن معارضة، فإذا كان كورونا لا يستثني أحدا، فلماذا يتعاطى معه البعض على أنه من مسؤولية السلطة وحدها؟.

السلطة وحدها غير قادرة، هل الآن أوان المحاسبة والحساب؟.

إذا بقينا في هذه الإلهاءات، فإن العداد شغال ولن يتوقف: لمرة واحدة، لنكن شعبا لا شعوبا. ولمرة واحدة لتكن الدولة دولة، لا موالاة ومعارضة، “لاحقين على الخصومات”. الداهم اليوم عدو فتاك، فلا تلتهوا عنه.

اليوم العداد مخيف: الإصابات في لبنان بلغت 230 إصابة بعدما سجلت 67 إصابة جديدة، أي ما يقارب أربعة أضعاف عما سجل أمس، ما يعني أن الاصابات تتضاعف بشكل مخيف. كل ذلك والاستعددات بطيئة، وتجاوب الناس مع أن “ينضبوا بالبيت” ما زال دون المستوى المطلوب، فكيف يفهمون؟.

رئيس الحكومة دعا إلى حظر تجول ذاتي، فهل ينحظر المواطن من تلقاء نفسه؟، وإذا لم يفعل، هل من إجراءات زجرية قبل الدخول عمليا في الانتشار الوبائي؟.

للتذكير، منذ أيام توقعت الناس أن تعلن الحكومة حال الطوارئ، فاكتفت بالتعبئة العامة، ولم تعط مفعولا، وبقيت الناس في الشارع. اليوم يتحدث رئيس الحكومة عن “حظر تجول ذاتي”. لماذا تفادى إعلان حال الطوارئ؟، هل يحتاج هذا القرار إلى عدد إصابات أكبر؟.