IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم السبت في 18/04/2020

المعضلة في لبنان أنه يعيش راهنا بين ثورة ووباء. الثورة، البعض يعتبر أنها معلقة والبعض الآخر يعتبر انها توقفت. الوباء منحسر في عدد الإصابات، من دون أن يعني ذلك أنه تمت السيطرة عليه.

لكن المشكلة الحقيقية هي في المكابرة. كثيرون من الطبقة السياسية مازالوا يعيشون وكأنهم قبل 17 تشرين الأول، تاريخ انطلاق الثورة، وقبل 21 شباط تاريخ ظهور أول إصابة بكورونا في لبنان. لكن كيف بالإمكان إفهام هذه الطبقة أن ما بعد 17 تشرين الأول ليس كما قبله، وأن ما بعد 21 شباط ليس كما قبله. 17 تشرين غير على مستوى السلطة التنفيذية، لكن الأداء مازالت تتجاذبه ممارسات ما قبل 17 تشرين وما بعد 17 تشرين. والكباش مازال قائما بين الحكومة التي تحاول أن تفعل شيئا، على رغم الإخفاقات والعراقيل، وبين من ما زال يعتبر أنها حكومة بدل عن ضائع.

في ظل هذه المعمعة الأوضاع المعيشية تترنح. الكباش بين المستهلك والأفران بلغ ذروته، فهل يستفيق على ربطة خبز بعد غد الإثنين بـ 1750 ليرة خارج الأفران؟، وماذا ستفعل وزارة الإقتصاد حيال هذا التحدي؟. والسؤال موجه أيضا إلى البلديات: هل ستسمح، كل بلدية في نطاقها، بأن تباع ربطة الخبز بأكثر من 1500 ليرة؟، وهل ستسطر محاضر ضبط بحق المخالفين؟، وهل ستكون البلديات إلى جانب الأفران أم إلى جانب المستهلك؟.

هم آخر يتحكم بالمواطنين وهو التحويلات التي تصلهم من الخارج، عبر شركات التحاويل غير المصرفية. هذا الوضع غير الواضح يتوقع أن يتبلور بعد عطلة الفصح، في اجتماع يضم المعنيين: من مصرف لبنان إلى شركات التحاويل المالية.

في مقابل هذا الوضع المعيشي والحياتي والمالي المشوش، بارقة أمل على مستوى كورونا داخليا: يبدو أن الإجراءات المتشددة التي اتخذتها الحكومة، والتي تجاوب معها معظم الشعب ومعظم المناطق، على رغم بعض الخروقات، نجحت في تبطيء أو تراجع الإصابات، هذا الواقع علقت عليه مستشارة رئيس الحكومة للشؤون الصحية، من خلال تغريدة اعتبرت فيها أن الأميال الأخيرة في السباق هي الأصعب. وتابعت: دعونا نستمر في سحب المنحى إلى الأسفل، ومن خلال تضحياتنا ننقذ أرواح أحبائنا.