من لبنان الساحة إلى لبنان الملعب… الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وفي معرض رفض المحكمة الدولية والمواقف منها، وجه تحذيرا إلى المراهنين على هذه المحكمة بالقول: لا تلعبوا بالنار… جاءه الرد من أوساط الرئيس الحريري، بالصيغة ذاتها، فتمت مخاطبته كالتالي: لا تلعبوا بالعدالة… وبين اللعب بالنار واللعب بالعدالة تترنح التشكيلة الحكومية على رغم ان المدة المستهلكة قاربت المئة يوم… الرئيس المكلف سعد الحريري عاد من الخارج واستأنف جهود التشكيل فاستهلها بتحديد مساره، معلنا بحسب أوساطه أنه معني بالمواقف التي يسمعها من رئيس الجمهورية ولا تعنيه الدراسات والاجتهادات… هذا الموقف جاء ردا على دراسة نشرها وزير العدل سليم جريصاتي تحت عنوان “مهلة تأليف الحكومة” والتي لاقت انتقادات من تيار المستقبل الذي يتوقع ان يحدد الموقف منها بعد الاجتماع الاسبوعي لكتلة المستقبل.
المعطى الجديد حكوميا اليوم، ما أعلنه رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعد اجتماعه ونجله تيمور بالرئيس بري. جنبلاط دعا الى الإسراع في تشكيل الحكومة، معتبرا ان الوضع الاقتصادي والنقدي لا يتحمل “ووزير المال أعطانا مؤشرات خطيرة”، حسبما قال.
بعيدا من هذا الملف، فتح وزير العدل سليم جريصاتي ملف مطار بيروت فقرر تحريك الدعوى العامة في صفقات مشبوهة تحصل في مطار رفيق الحريري الدولي قد تتوافر فيها عناصر الجرائم الواقعة على الإدارة العامة، والصفقة التي اشار اليها كتاب جريصاتي تتعلق بالآلات الكاشفة على البضائع في المطار… وزير الأشغال، المعني بالمطار، علق على خطوة جريصاتي فأكد الدعم والسير في أي ملف يستدعي التحقيق، مذكرا بملف المزايدة الخاصة في السوق الحرة وما أثير حولها… وبين صفقة الآلات الكاشفة والتذكير بمزايدة السوق الحرة، يبدو ان مطار بيروت عاد إلى الواجهة، لا من باب زحمة المغادرين والعائدين، بل من باب “زحمة” الملفات القضائية التي عادت تلقي بظلها على ما يجري من صفقات في المطار، فهل تفتح الملفات على مصراعيها؟ وهل تكون خطوة وزير العدل البداية؟
قبل الجواب، وقبل كل هذه الملفات، مؤشر خطير جدا حصل في إحدى بلدات الشمال، ثلاث كلمات تفوه بها أحد المواطنين أدت إلى قتله طعنا من مواطن آخر نصب نفسه قيما على العدالة الإلهية.