IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأربعاء في 17/06/2020

حدد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اسباب شح الدولار في لبنان، فاتهم الولايات المتحدة مباشرة، بمنع نقل الكميات الكافية من العملة الخضراء الى البلاد، وبممارسة الضغوط على المصرف المركزي لمنع ضح الدولارات في الاسواق، قائلا انها حرب تجويع وسنتصدى لها.

نصر الله وبعدما فند اتهاماته حدد الخيارات فدعا من دون الاستغناء عن الغرب الى التوجه شرقا بحثا عن بدائل لتخفيف الاعتماد على الدولار، وسمى ايران، والاهم الصين، المستعدة عبر شركاتها لبدء تأمين الاموال والعمل في لبنان.

هجوم الامين العام لحزب الله هو بالفعل ليس الاول من نوعه اذ ان نصر الله سبق ودعا للتوجه شرقا من دون ان تلقى دعوته تجاوبا داخليا، ولا حتى ملاقاة علنية من دول الشرق، وعلى رأسهم الصين .

المفارقة اليوم جاءت في بيان مقتضب رسمي صادر عن السفارة الصينية في بيروت التي لم تأت على ذكر خطاب امس انما اعلنت استعداد بكين للتعاون العملي مع الجانب اللبناني على اساس المساواة والمنفعة المتبادلة وذلك في اطار العمل المشترك لبناء الحزام والطريق، علما ان لبنان كان قد وقع عام 2017 مع الصين، من ضمن 127 دولة من حول العالم، وثيقة التعاون في شأن بناء “الحزام والطريق ” لفتح مجال جديد للنمو الاقتصادي العالمي وانشاء منصة جديدة للتجارة والاستثمارات الدولية .

ولمن لا يعرف عن اي طريق تحدث البيان، فهي طريق الحريرالجديدة، اي حلم بكين باعادة ربط الصين, بريا وبحريا، بدول شرقي آسيا وآسيا الوسطى واوروبا وافريقيا وبلدان الشرق الاوسط واحد متفرعات الطريق البري يمر من العراق الى سوريا فالبحر الابيض المتوسط عبر مرفأي اللاذقية وبيروت .

البيان الصيني، لم يكن المفارقة الوحيدة، اذ ان السفيرة الاميركية في بيروت، دوروثي شيا، ردت سريعا على اتهامات نصر الله، فنفت ضلوع واشنطن في تضييق ضخ الدولارات في لبنان، واعلنت في حديث خاص للـLBCI ان كلام نصر الله تلفيق كاذب واضح .
شيا حملت سبب الازمة المالية لعقود من الفساد وسوء الادارة المالية، متوجهة الى الحكومة بالقول :عليك بتطبيق الاصلاحات التي طال انتظارها .

بين خيارات الجوع، والتوجه شرقا او غربا، وبدء تطبيق قانون قيصر الذي يستهدف سوريا وسينعكس حتما على لبنان ، يبقى السؤال :

-اين الاصلاحات الموعودة ؟
-من نكث بهذه الوعود ولماذا ؟
-هل ممكن على الحكومة ومجلس النواب اعادة تحديد هذه الاصلاحات والمجاهرة بأسماء معرقليها ؟

ولعل استقالة الدكتور هنري شاوول من منصبه كمستشار بوزارة المالية في فريق التفاوض مع صندوق النقد الدولي بسبب القناعة التي توصل اليها من ان الطبقة السياسية لا تريد القيام بالاصلاحات الضرورية ، خير دليل على الخلل في موضوع الاصلاحات.
اللبنانيون يريدون الاصلاحات اولا، لان اموال الشرق او الغرب، ان اتت، ستتبخر كما تبخرت مليارات الدين التي ندفع ثمنها اليوم.