Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأربعاء في 24/06/2020

مجددا، انتصر اللعب بالسياسة اللبنانية على الازمة المالية ووجع المواطنين. و هذه المرة تحت شعار: لقاء بعبدا.

فغدا، يعقد اللقاء الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مدعوما من رئيس مجلس النواب نبيه بري، تحت عنوان: الامن والاستشعار بالخطر ووأد الفتنة.

يبدو واضحا ان اللقاء لم تخلق لحضوره المناخات الايجابية، ولم يحضر له كما يفترض ان يحضر. فجدول اعماله مطاط، حتى ولو حمل عنوان الامن، ما فتح للمتغيبين عنه اكثر من سبب للمقاطعة وتبريرها.

تعددت اسباب المتغيبين، بين من اعلن عدم المشاركة في اجتماع بلا افق، مثلما فعل رؤساء الحكومات السابقون، وبين من اعلن عدم المشاركة مع التمني للحاضرين التوفيق في مسيرتهم، لانقاذ الوضع الاقتصادي والامني والاجتماعي، وايجاد الحلول المرجوة، مثلما فعل رئيس تيار المرده سليمان فرنجية، وبين من اعلن مقاطعة اللقاء لانه لا يتعدى محاولة تحميل الاخرين فشل السلطة، مثلما فعل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي لم يكتف بالمقاطعة، بل رفع السقف مطالبا برحيل كل المجموعة الحاكمة، قائلا: “خليون يفلوا والباقي علينا”.

مصادر مطلعة على مواقف بعبدا، قرأت التغيب بريبة، متسائلة: اذا كان عنوان الخطر الاجتماعي والمالي والاقتصادي، وتداعياته الممكنة امنيا، لا تجمع اللبنانيين، فما الذي يمكن ان يجمعهم؟ الاستراتيجية الدفاعية، او برنامج صندوق النقد الدولي والشروط التي قد يفرضها، او النزوح والعلاقة بسوريا، او حتى اللامركزية الادارية الموسعة، تتساءل هذه المصادر مضيفة: ماذا يقول مقاطعو الغد في حال قاطع الاخرون مستقبلا اي لقاء حواري تحت اي عنوان من هذه العناوين؟ واذا كان المطلوب عدم تعويم العهد بحسب البعض، فالبلد كله يغرق، ونحن كلنا في المركب .

هذا من جهة هذه المصادر, اما بحسب مطلعين على مواقف الرئيس بري، فان لكل متغيب اسبابه، ولمن يقرأ بين السطور، فإن السبب واحد يقول هؤلاء.

بين المقاطعين والحاضرين، ينتظر اللبنانيون نتائج لقاء الغد.

هم فعليا لا يكترثون لمن سينتصر في التكتكات السياسية، فالبلد يسير نحو مرحلة سيئة للغاية، والانكى ان كل السياسيين يعرفون، وينتظرون، بينما طبول الحرب تقرع من حولهم من سوريا الى ليبيا.

اما المطلوب فكسر العجز، من خلال البدء بالاصلاحات محليا، وفق جدول اعمال واضح وسريع، يخفف من اوجاع الناس قبل ان يشتد الخناق اكثر فأكثر، فتفرض الاصلاحات علينا، تماما كما اعلن وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو الذي قال : اذا نفذت الحكومة اللبنانية اصلاحات حقيقية وعملت بطريقة لا تجعلها رهينة جماعة حزب الله، فواشنطن على استعداد لدعمها.

والسؤال هنا موجه إلى الحكومة: اذا كانت كل الحكومات السابقة وعدت بالاصلاحات ولم تنفذها، فهي حكومات يسيرها السياسيون اللبنانيون المنتفعون من غياب الاصلاحات، اما هذه الحكومة، فالمفترض انها حكومة تكنوقراط، فما هو عذرها؟ وهل هي فعلا حكومة تكنوقراط؟ وما الذي يمنعها من بدء الاصلاحات؟

الجواب عند حكومة حسان دياب … فإما اصلاحات ملموسة، واما كشف معرقلي هذه الاصلاحات امام كل اللبنانيين …. “والباقي عليكي” …