IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الخميس في 25/06/2020

لعله كان يكفي أن توزع كلمات الحاضرين، حتى يفهم المأزق الذي يعيش فيه البلد… فما حصل اليوم في قصر بعبدا ليس تحاورا، بالمعنى الحقيقي للكلمة، بل إلقاء لكلمات، لم تجمع في نهاية اللقاء ليستخلص منها بيان، بل ان البيان الختامي كان معدا سلفا، وترتيبه بين الكلمات أنه جاء اخيرا…

كل الكلمات كانت مهمة، وكل كلمة حملت رسالة وجهها قائلها إلى الآخرين:
الرئيس ميشال سليمان الذي كان الوحيد من خارج السلطة القائمة والموالاة، لم يحضر اللقاء إلا للتذكير بإعلان بعبدا… إنتظر سبعة أعوام، وهو عمر إعلان بعبدا، حين تم في جلسة الحوار الأخيرة في عهده، ليخاطب ممثل الحزب على الطاولة النائب محمد رعد ويقول له: “لقد نقض الحزب إعلان بعبدا”… فرد رعد: “لماذا العودة الى الماضي والخلافات حول هذا الموضوع؟”. ‏سليمان تحفظ على كل البيان الختامي.

رسالة رئيس الجمهورية في كلمته كانت: لقد لامسنا أجواء الحرب الأهلية بشكل مقلق
رسالة رئيس الحكومة حسان دياب كانت الأقسى حيث خاطب المجتمعين: الناس لم يعد يهمهم ما نقول. يهمهم فقط ماذا سنفعل. وأنا أقر وأعترف: ليس لكلامنا أي قيمة إذا لم نترجمه إلى أفعال.

رسالة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، انتقاد سلس للحكومة حيث خاطب رئيسها قائلا: ” بصراحة، دولة الرئيس، هناك انخفاض ملحوظ في انتاجية الحكومة.

أما الرسالة الأبرز ففي البيان الختامي ولاسيما في الفقرة الخامسة منه التي تحدثت عن “… التطوير الواجب اعتماده في نظامنا السياسي ليكون أكثر قابلية للحياة والانتاج وذلك في إطار تطبيق الدستور وتطويره لناحية سد الثغرات فيه وتنفيذ ما لم يتحقق من وثيقة الوفاق الوطني.”

مصادر بعبدا أكدت ان الاساس هو فتح باب الحوار حول المواضيع الاساسية في البلد ،وكذلك فتح الحوار حول تطوير النظام للمرة الأولى عبر هذه الفقرة من البيان الختامي للقاء. وتضيف المصادر ان باب الحوار فتح على رغم المقاطعة، ما يؤكد اهمية اللقاء الذي ركز على الوضع الامني وانتقل لمعالجة امور اشد اهمية.

يبقى السؤال: هل الظروف الراهنة هي توقيت ملائم لفتح الحوار حول تطوير النظام؟ هل في وقت تتلاحق فيه الأعباء: من المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، إلى جنون الأسواق وتفلت الدولار، إلى حراك الشارع التي يتذبذب صعودا وهبوطا كالبورصة، إلى جائحة كورونا التي تجعل البلد يعيش كل يوم بيومه مع بورصة الإصابات صعودا وهبوطا أيضا… في هذه الأجواء، وتحت أثقال هذه الأعباء، ” آخر هم ” عند اللبنانيين مجرد التفكير بتطوير النظام، فمن يخوض صراع بقاء يضع جانبا تطوير النظام. “