الإستقالة، إما أن تكون هزيمة وإما أن تكون هروبا وإما أن تكون نجاة، وإما الثلاثة معا… إستقالة آلان بيفاني، مدير عام المالية، هل هي هزيمة أم هروب أن نجاة؟
قد تكون الثلاثة معا: هي هزيمة لأنه لو لم يتراجع مشروعه أو الخطة التي قدمت لصندوق النقد الدولي والتي شارك في إعدادها لما كان استقال. هي هروب لأنه وجد نفسه غير قادر على مواجهة من شككوا في خطته، ومن ارتابوا منها، ومن أعدوا بديلا منها. وهي نجاة لأن هناك من وصف الإستقالة بأنها قفز من السفينة قبل غرقها أو قبل الخشية من غرقها.
عشرون سنة في المالية منذ عام 2000 إلى اليوم ومعاصرة لدزينة وزراء مالية أو اقل بقليل، وافق بعضهم، وخالف البعض الآخر، وابتعد في ولاية أكثر من وزير، لكنه بقي وكان يضع توقيعه على الكثير من القرارات.
اليوم، والمعركة حامية الوطيس، سواء مع صندوق النقد الدولي أو مع أفرقاء آخرين داخل السلطة وفي قطاعات خاصة، رمى سلاحه ورفع الراية البيضاء.
قال كلمته ومشى… لم يسم أحدا… جهل الفاعل أو الفاعلين، على رغم انه ساق عشرات الإتهامات. اللافت أن أي تعليق لم يصدر بعد عن وزير المالية غازي وزني على هذه الإستقالة.
إستقالة بيفاني من المالية، التي تعني حكما استقالة من الوفد المفاوض مع صندوق النقد الدولي، هي الثانية بعد استقالة المستشار هنري شاوول، فماذا سيحصل للوفد اللبناني المفاوض؟ وهل سيطعم بأعضاء آخرين بديلا من بيفاني وشاوول؟ هل ستبقى الخطة هي إياها أم تخضع للمراجعة مع استقالة اثنين من واضعيها؟
في انتظار الأجوبة، ملف دبلوماسي طوي اليوم: الأزمة، أو ما سمي أزمة مع السفيرة الأميركية في بيروت، إنتهت بلقاء السفيرة وزير الخارجية ناصيف حتي.
السفيرة الأميركية تلت بيانا مكتوبا ونقلته كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والإلكترونية بعكس قرار العجلة الذي كان قد منع نقل تصريحاتها لمدة سنة، فقالت في بيانها: “من بين المسائل التي ناقشناها الحكم الذي صدر أخيرا. وقد طوينا صفحة هذا الحدث المؤسف”.
ولكن ما كان لافتا جدا هو تعليق السفارة الإيرانية في بيروت على موقف السفيرة الأميركية، التعليق استخدم تعابير عالية اللهجة، وجاء فيه: “كلما ثرثرت أكثر، كلما بهدلت نفسها و بلادها اكثر”.