وصل إلى أحد المقاهي في الحمرا ، طلب فنجان قهوة ، وضع ورقة في حوض زهور, مغطاة بالعلم اللبناني ، جلس على الكرسي ، سحب مسدسه, وأطلق رصاصة في راسه …
” عين هاء ” … كان يعرف ان الإنتحار حرام ، فكتب على الورقة المغطاة بالعلم اللبناني ” أنا مش كافر ” وتعمد أن يضع سجله العدلي تحت العلم، مكتوبا عليه : ” لا حكم عليه ” وكأنه اراد أن يقول : انا سيرتي حسنة…. وفي جدرا عملية انتحار ثانية أقدم عليها المواطن (سين حاء) …
حالتا انتحار في يوم واحد ، تطور يستدعي التوقف عنده مليا ربطا بما آلت إليه الأوضاع …
ليس ارتباطا بما سبق ، لكن تغريدة للمنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، شكلت رسالة قاسية إلى المسؤولين اللبناني ، يقول يان كوبيتش في تغريدته :
” لا تراهنوا على أن صبر اللبنانيين بلا حدود، يكفيهم ما يعانونه من غياب تام للاصلاح ،بداية من قطاع الكهرباء, مرورا بغياب الرؤية الموحدة والجهد الحقيقي لمواجهة الانهيار, وصولا الى بؤسهم المتزايد. أي مستقبل تصنعون لهذا البلد الذي يمتاز بجماله وفرادته وشعبه الدؤوب؟ ”
السؤال هنا : هل سيعتبر كلام يان كوبيتش تدخلا في الشؤون اللبنانية كما اعتبر كلام السفيرة الأميركية والسفيرين الفرنسي والسعودي ؟
هل التصعيد الديبلوماسي والرد القاسي من جانب رئيس الحكومة ، يعكس الإختلاف بين الحكومة اللبنانية والدول التي طاول الإنتقاد الحكومي ممثليها في لبنان ؟ وهل تعثر التغيير الحكومي صعد من لهجة الجميع.
اليوم ، نعى رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أي إمكانية للتغيير الحكومي ، فغرد غامزا من قناة الرئيس الحريري ، وقال : ” خلصنا من التسوية، بيكفي قدي دفعنا تمنها! وأهم شي اليوم، انو الحكومة تعمل اصلاحات والمجلس يقرها, والحاكم يضبط الدولار ” … هكذا يكون التغيير الحكومي قد ارتفع سريعا وطوي سريعا ، ولكن ما هي المنشطات المالية والإقتصادية والمعيشية والديبلوماسية التي ستتجرعها الحكومة ؟ وهل تكون في ثلاثية الحكومة والمجلس النيابي وحاكم مصرف لبنان ؟
وهذا المساء أعلن حاكم مصرف لبنان أنه بدءا من الأسبوع المقبل سيبدأ التداول بالدولار عبر المصارف ولا سيما لجهة حركة استيراد البضائع.
رهان جديد، لكنه في ظروف صعبة على كل المستويات ، حتى إصابات كورونا تشكل تحديا مستمرا للحكومة ، واليوم ارتفاع كبير في عدد الإصابات حيث سجل أربع وثلاثون إصابة.