على وقع مناشدة البطريرك الماروني رئيس الجمهورية العمل على ما اسماه فك الحصار عن الشرعية، ومطالبة البطريرك الراعي الامم المتحدة بالعمل على إعادة تثبيت استقلالِ لبنان ووحدته، وإعلانِ حياده، وبعد ساعات من قول الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ان ما اسماه الحصار الاميركي سيدفع لبنان لان يكون بالكامل في محور المقاومة او فريقها، اعلن وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو ، مواصلة الضغط على حزب الله، واقناع دول العالم بتصنيفه منظمة ارهابية، ومنعه من استيراد النفط الايراني الى لبنان، وجدد التمسك بالعمل على مساعدة الشعب اللبناني في بناء حكومة ناجحة .
في قراءة لكلام الامين العام لحزب الله، يبدو ان السيد نصر الله اراد توجيه رسائل الى الاميركيين، على وقع معلومات عن اجتماعات ديبلوماسية رفيعة المستوى، بحثت في تداعيات استمرار الخناق الاقتصادي والمالي الذي يتعرض له لبنان.
وفي هذا المجال، علمت ال lbci ان دولا غربية وعربية، بحثت هذا الموضوع، وانقسمت الاراء فيما بينها، بين من اعتبر ان استمرار الخناق سيؤدي الى انهيار حزب الله وخسارته نقاط قوته، وبين من اعتبر ان هذا الخناق سيفيد الحزب، الذي يعتبر الاكثر تماسكا في الداخل اللبناني، ما يؤدي الى سيطرته على البلاد .
وفيما لم يحسم النقاش بين هذه الدول، هل اراد حزب الله ان يقول للمعنيين بأن العودة الى الكباش في الملعب السياسي بعيدا عن الحصار قد تكون الحل، لا سيما ان الكل يعرف ان لا حلول في الافق، قبل الانتخابات الرئاسية الاميركية، في تشرين الثاني المقبل، وبعدها لكل حادث حديث .
هذا في قراءة كلام السيد نصر الله، اما في قراءة دعوة بكركي الى الحياد، فقد علمت ال lbci، ان البطريرك الراعي سينقل الى روما قريبا، مشروعا يعده عن حياد لبنان، وانه سبق وقدم memorandum عنه، لاكثر من جهة حول العالم ، وانه لن يتردد في طرح مشروع الحياد هذا ونقله الى كل المحافل الدولية تمهيدا للعمل عليه وتطبيقه، حسب مصادر بكركي .
في المقابل، يتساءل مصدر مطلع في بعبدا، عن اي حياد نتكلم ، وهل يكون هذا الحياد من جهة لبنان وحده ، وماذا عن الدول المجاورة وعلى رأسها اسرائيل ؟ فهل ستعترف بحيادنا هذا وهل لدينا قدرة فرضه على الاخرين ؟
المصدر اضاف : “هل نكون في حياد عن الصراع العربي الاسرائيلي ونحن جزء لا يتجزأ منه والعدو على حدودنا ؟
هل نكون في حياد عن سوريا، وماذا حينها عن ملف النازحين السوريين وعن قانون قيصر وعن الارهاب ؟
هل نلعب دور المتفرج على كل ما يجري حولنا في المنطقة ونحن نعرف ان الحل لن يكون الا دوليا واقليميا، ولماذا سنساهم بأن يأتي الحل على حسابنا، وربما على وقع صراع دموي في لبنان، لن ننجر اليه .
المصدر المطلع في بعبدا، ختم بالقول : “الخط الاحمر الوحيد هو الاستقرار الداخلي ومنع الفتنة، وتحت هذا العنوان كل شيء مقبول، فنحن، لن نقع في الفخ، تحت حجة حصار حزب الله .