إذا صح ما نقل عن وزير الطاقة ريمون غجر من أن “المازوت عم يتبخر وبدنا نعرف وين عم يروحوا، تخزين وتهريب”، فهذا يعني أننا أمام فضيحة “مطنطنة”، فأن يعترف وزير الطاقة بأن التهريب مازال شغالا، فهذه إدانة للسلطات المعنية بوقف التهريب، وهذا استسلام أمام من يهربون الذين لا يبالون بإجراءات الحكومة، ليس في التهريب فقط بل في ملفات أخرى تقف فيها الحكومة عاجزة عن معالجتها…
وحين يقول رئيس الحكومة إن هناك مسؤولا حزبيا كل همه أن يعرقل أي مساعدة عربية للبنان، وهذا معيب وأقرب إلى الخيانة الوطنية… فهذا يعني أن التهاون مع من تلصق بهم تهمة الخيانة، فإذا كانت التهمة صحيحة، فهذا يحتم إحالة مرتكب الخيانة الى المحاكمة، اما إذا لم يصل الإمر إلى حد الإحالة إلى المحاكمة، فإن الأمر لا يعدو كونه فشة خلق.
وحين تصبح النفايات أزمة تتجدد كل سنة، وربما نصل إلى يوم يحدد لها “عيد وطني” فإننا نكون امام حالة عجز هي اقرب غلى التحلل، فماذا يعني أن تطل أزمة النفايات برأسها من جديد للسنة الخامسة على التوالي؟
في المقابل، بدا هذا النهار وكأنه بدء “إعلان نوايا” في ما خص موضوع الحياد الذي طرحه البطريرك الراعي.
الراعي جدد اليوم هذا الطرح فذكر بأن لبنان كان منفتحا على كل الدول شرقا وغربا ما عدا إسرائيل التي احتلت ارضنا، ولذلك كان سويسرا الشرق.. اليوم بات منعزلا عن كل العالم لكن هذه ليست هويتنا، بل هويتنا الحياد الايجابي.
المجلس المذهبي الدرزي الذي انعقد اليوم بحضور وليد جنبلاط، تحدث عن النأي بلبنان عن أتون الصراعات الدولية المدمرة التي تفوق طاقته، بما يحمي وجوده ورسالته وميزته كموطن للديمقراطية والحريات والتنوع.
كتلة المستقبل أيدت الحياد ولكن من ضمن أكثر من موقف، فثمنت المواقف التي صدرت عن المجلس الشرعي الاعلى في دار الفتوى والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ومطران بيروت للروم الارثوذوكس الياس عودة، وتضم صوتها الى صوتهم بضرورة الحفاظ على طابع البلد السياسي والإقتصادي ومنع تهجير أهله ودفعهم إلى اليأس والالتزام بتطبيق مبدأ النأي بالنفس لتحييد لبنان.
لكن الموقف الأبرز جاء من المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش، الذي اعتبر ان الأمم المتحدة ستظل ملتزمة مساعدة السلطات اللبنانية والأطراف الأخرى في جهودها لضمان التطبيق الكامل لقرارات مجلس الامن 1701 و1559 و1680 وغيرها.
وتدعو لبنان وجميع الأطراف الى الالتزام التام بالقرارات المذكورة وتنفيذها، كما والتقيد بالتزاماتها الاخرى المنصوص عليها في الدستور واتفاق الطائف وإعلان بعبدا.
البطريرك الراعي سيحمل طرحه عن الحياد إلى القصر الجمهوري غدا، حيث سيكون مادة النقاش الأساسية مع رئيس الجمهورية.