لا حكومة في الافق مهما علت الاصوات، ومهما تعاظم الحديث عن الخطر الاقتصادي الداهم. ولعل ما اعلنه الرئيس نبيه بري اليوم عن التدخل الخارجي في تشكيل هذه الحكومة، يوضح ما يحصل اذ قال: “لو في خارج لكان ضغط ولكانت الحكومة تشكلت”.
في الداخل، امور الحكومة تبدو كالتالي:
بعبدا تسلمت من الرئيس سعد الحريري صيغة مبدئية هي عبارة عن توزيع كتل وحقائب، وليست تشكيلة حكومية، ورئيس الجمهورية ابدى للحريري ملاحظاته عليها، وبحسب مطلعين على اللقاء، فان الحريري اوضح للرئيس انه سيعيد التشاور مع الفرقاء المعنيين، لا سيما انهم لا يعرفون تفاصيل الصيغة، على ان يعود ويطلع الرئيس عون لاحقا على نتائج مشاوراته.
الرئيس عون ينتظر اذا الرئيس الحريري، ليفهم منه اذا كان متمسكا بالصيغة التي طرحها، او يريد ادخال تعديلات عليها، لأن هذا الموضوع مرتبط مباشرة بالرئيس المكلف، وهو من صلب صلاحياته، التي لم يتعد الرئيس عليها اصلا، ما يثير تساؤلا عن جدوى طرح مسألة الصلاحيات ومدى ارتباطها بابعاد النظر عن ملابسات التشكيل العالقة.
في المقابل، قدم الرئيس الحريري صيغته ومشى، وتقول مصادر متابعة لتشكيل الحكومة، ان الرئيس المكلف في انتظار عقد لقاء آخر مع الرئيس عون للاستماع الى ملاحظاته. وفيما حاولت هذه المصادر تحييد رئيس الجمهورية عن اي اشتباك سياسي، شنت هجوما على من سمتهم “متخصصين” في تخريب العلاقة مع رئيس الجمهورية.
على هذا الاساس، تقف امور التشكيل، فيما الاقليم من حولنا يتحرك على وقع طبول الحرب التي تقرع في ادلب، وقبل ايام قليلة من قمة ثلاثية روسية ايرانية تركية، تعقد في ايران في السابع من الشهر الحالي، سبقتها ضربة اسرائيلية استهدفت العمق السوري عبر الاجواء اللبنانية، اي عبر بلد سيادته منتقصة وزعماؤه يتصارعون على حقيبة وزارية.