يصل الى بيروت وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان في زيارة رسمية تستغرق يومين، يعيد خلالها على مسمع كل المسؤولين اللبنانيين، ما قاله في التاسع من تموز،” ساعدونا لنساعدكم “.
هذه المرة، لن تنفع وعود السياسيين ولن ينفع التلاعب تحت عنوان ” مش انا هوي “. وحتى ما يحكى عن لائحة خطوات اصلاحية اتخذتها الحكومة وستعلن امام الوزير الفرنسي، لن تتمكن من اقناعه وباريس، وطبعا من خلفهما واشنطن ودول اخرى تعتبر صديقة للبنان، من ان البلاد اصبحت على طريق الاصلاح.
فطريق الاصلاح هذا مبني على مداميك واضحة، يعرفها لودريان، تماما كما يعرفها المسؤولون السياسيون. وعلى هذا الاساس، سينقل وزير الخارجية الفرنسي رسائل قاسية الى كل من يلتقيه: إنسوا اي مساعدة، غير مقرونة باصلاحات قابلة للتطبيق .
في لائحة الاصلاحات بنود واضحة، تتحدث عن ضرب الفساد، وحل ملف الكهرباء، وضبط الحدود ومنع التهريب، استقلالية القضاء، وغيرها، ولكل بند من هذه البنود افخاخ تعرقله.
في ضرب الفساد، كثير من الكلام وقليل من الافعال، فضرب الفساد يحتاج الى قوانين يقرها مجلس النواب، والاهم الى آليةٍ واضحة لكيفية تطبيق هذه القوانين، فلا تبقى معلقة تحت حجة ترامي كرة المسؤولية بين اقرار القانون وكيفية تطبيقه.
في ملف الكهرباء، خطوة تعيين مجلس الادارة نفذت، لتبقى خطوة تعيين الهيئة الناظمة عالقة تحت حجة تعديل القوانين، اما ملف استقلالية القضاء فحدث ولا حرج، من التعيينات القضائية الى القدرة على فصل السلطة القضائية عن السلطة السياسة.
وزير الخارجية الفرنسي الذي يعرف كل هذه التفاصيل، يريد اجوبة واضحة تحدد سبب عرقلة الاصلاحات وسبب تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، ( التي كانت للمناسبة)، احد عناوين اللقاء اليوم بين رئيس الحكومة حسان دياب والسفيرة الاميركية دوروثي شيا.
وقد علمت الـLBCI ان الحديث مع شيا، كما الحديث المرتقب مع لودريان، في موضوع صندوق النقد الدولي، سيتمحور حول سبل دعم لبنان في تسريع المفاوضات مع الـ imf.
اهمية هذه الاجوبة، التي قد تضع لبنان على سكة بدء النهوض من الهاوية المالية والاقتصادية، لن تحجب الضوء عن نداء الحياد الذي اطلقه البطريرك الراعي، والذي يتوقع ان يلاقي دعما من وزير الخارجية الفرنسي، لا سيما لجهة فصل لبنان عن المشاكل التي تحيط به.
في الخلاصة، يومان مفصليان ستشهدهما بيروت، فإما تقرر السلطات السياسية في خلالهما مساعدة لبنان ليساعده اصدقاؤه، واما تعرقل المساعدة الداخلية بفعل مجهول لا يريد الشفافية ولا الاصلاح انما نشر اليأس وصولا الى افراغ لبنان من كل من يريد ان يعرف حقا من اوصلنا الى ما نحن فيه اليوم من بؤس.