لأن واقع كورونا صعب، ولأن الفيروس اقتحم حياتنا، فقلب كل مقاييسها، اختار بعضنا ألا يواجه هذه الحقيقة مباشرة، فاستعاض عن العلم والأرقام بالخيال والنكران، لأنه لا يريد تقبل الواقع كما هو، بعيدا عن ما يتمناه أو يرغب به أن يكون.
لكن بين الخيال والنكران والواقع، هوة غير قابلة للردم، ففيروس كورونا موجود، وأعداده في لبنان تتزايد.
يقول مدير مستشفى رفيق الحريري الحكومي الدكتور فراس أبيض لل”LBCI”: اذا استمرت الأرقام على وتيرتها الحالية، فإن الأسرة في المستشفيات العامة والخاصة لن تستوعب المرضى، وقدرتنا على تحمل مثل هذه الضربة غير عالية، لذلك القلق يتصاعد.
كلام الدكتور أبيض العلمي في واد، واستمرار الحياة على طبيعتها، تحت ألف حجة وحجة، في واد آخر.
فحتى الساعة، يبدو ان الإقفال الجزئي مجرد قرار، فرضه عيد الأضحى من جهة، وطبقه بعض المحال التجارية في بعض المناطق من جهة أخرى، فيما ولائم العيد وجمعاته، والحفلات والسهرات في المنازل فقائمة، أما الأعراس ففي دياركم عامرة.
فعلى الطريقة اللبنانية، الدبكة والجمعة والزلغوطة أقوى من المرض، خاصة، إذا حصل كل ذلك تحت حجة الاستثناءات الرسمية.
وهذا تعبير جديد اكتشف اليوم، استثناء لإقامة عرس، يبدو انه ايضا أقوى من كورونا.
فهل هناك فعلا 3 استثناءات أعطيت لأعراس بين الأمس والغد، عرس في شكا وآخر في جونية وثالث في زغرتا؟ وهل التزم القيمون على الزفاف بالشروط المطلوبة؟ حتى الساعة، نعم، هناك على الأقل استثناء واحد أعطي، أما الالتزام بشروط الاستثناء فلم يأت على قدر المطلوب، ما كلف العرسان غرامة قيمتها، حسب ما علمت ال”LBCI”، 25 مليون ليرة.
بين الاستثناء والزفاف وكورونا، عود على بدء، من الأقوى الدولة أو اللبنانيين أو كورونا؟
الجواب بعد خمسة عشر يوما من الإقفال، حينها تظهر أرقام الإصابات، وهذه المرة، الأكيد مش الحق عالدولة.