IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأحد في 16/08/2020

جاؤوا جميعهم، غادروا جميعهم، واللبناني متروك لقدره. آخر المغادرين وكيل وزارة الخارجية الأميركي دايفيد هيل، بالتوازي مع مغادرة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ووزيرة الجيوش الفرنسية لورانس بارلي.

دايفيد هيل غادر، في انتظار مجيئ ديفيد شينكر آخر الشهر، وكان كلامه صارما لاسيما في الكلمة المكتوبة التي تلاها بعد لقائه البطريرك الماروني، فهل الجواب الذي ينتظره، سواء بالنسبة إلى الحكومة أو إلى ترسيم الحدود، يعطى لزميله ديفيد شينكر أواخر هذا الشهر؟.

بالتزامن مع وصول شينكر، سيكون في بيروت أواخر الشهر أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي بدوره ينتظر موقف السلطة السياسية في ما يتعلق بالحكومة الجديدة.

وفيما غادر الجميع، بدأ السياسيون اللبنانيون والمراجع، مرحلة مراجعة:

رئيس “التيار الوطني الحر”، الذي استثناه ديفيد هيل من لقاءاته، كأنه يستشعر خطوة عقوبات أميركية عليه، استبق هذه الخطوة الفرضية ليسلم بها ويقول “يلوحون لنا بفرض عقوبات، أنا شخصيا من دون تردد مستعد لأتحمل الثمن”. في موضوع الحكومة، أبدى باسيل زهدا بالمشاركة فيها من خلال قوله: “ما حدا يتحجج فينا ليؤخر التشكيل، موقفنا واضح: أنا شخصيا من زمان بطلت معني بالوزارة وما عرفت كيف تحررت من عبئها الشخصي عليي”.

رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وضع حدا للمطالبين باستقالته، فجزم أنه ليس في وارد التفكير بمغادرة السلطة، لأن ذلك يحدث فراغا في الحكم.

في المقابل، وفيما وضع البعض ولاسيما منهم رئيس مجلس النواب نبيه بري، مطلب تقصير ولاية المجلس النيابي، في خانة المؤامرة، كان لافتا الموقف المتقدم للبطريرك الماروني بالمطالبة بالإسراع إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، من دون التلهي بسن قانون جديد، وإلى تأليف الحكومة الجديدة، كما يريدها الشعب، الذي هو مصدر السلطات ويحتاجها واقع لبنان اليوم، فالشعب يريد حكومة تنقض ولا تكمل.

تحدث كل هذه التطورات السياسية، في وقت سيكون الأسبوع الطالع من الأسابيع المفصلية لجهة تطوراته المرتقبة: فبعد غد الثلاثاء، تلفظ المحكمة الدولية حكمها في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والجميع في حال انتظار ثقيل لما سيكون عليه رد فعل الرئيس سعد الحريري الذي توجه إلى لاهاي، كذلك رد فعل الشارع، وليس سرا أن مسار التسمية لرئاسة الحكومة وعملية التشكيل ستتأثر بشكل أو بآخر بطبيعة ردات الفعل.

الملف الثاني هو ملف التحقيق في انفجار المرفأ، ويفترض أن يستمع المحقق العدلي القاضي فادي صوان تباعا إلى وزرء الأشغال المتعاقبين منذ دخول باخرة نيترات الأمونيوم مرفأ بيروت.

على مستوى المناطق المنكوبة، يخشى أن تبرد الهمة الدولية في تقديم المساعدات، في وقت تقف السلطات اللبنانية عاجزة، والمنكوبون على أحر من الجمر لمعرفة كيفية المساعدات، إذا توافرت، وآلية توزيعها.

الدول منهمكة بملفاتها واستحقاقاتها: من ملف الانتخابات الأميركية إلى ملف النزاع الفرنسي- التركي حول ليبيا، إلى ملف التطورات المتسارعة في تطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل، وأحدث الخطوات اليوم أن مزودي خدمات الاتصالات في الإمارات رفعوا حظر الاتصالات الواردة من أرقام تحمل رمز الهاتف الدولي لإسرائيل. في وقت توقع وزير المخابرات الإسرائيلي إيلي كوهين اليوم الأحد، أن تحذو البحرين وسلطنة عمان حذو الإمارات في تطبيع العلاقات مع إسرائيل. كما لمح إلى اتفاقات سلام مع دول أخرى في أفريقيا وعلى رأسها السودان.

تحدث كل هذه التطورات فيما لبنان يفتش في لغز العنبر رقم 12، وفي تحول مناطق بكاملها إلى مناطق منكوبة، تتكاثر فيها الأسئلة الإنسانية والسياسية، وتقل فيها الأجوبة.