كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، المقررة في الثالث من تشرين الثاني المقبل، كلما تسارعت الاحداث في منطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
في هاتين المنطقتين، ملفات معقدة، واحراز اي نجاح في حل هذه الملفات او الاخفاق في ذلك، يشكل اوراق ربح او خسارة، تسجل في مسار الوصول الى البيت الابيض.
ام معارك هذه الملفات، الملف النووي الايراني ومعه الاشتباك بين واشنطن وطهران، يليه محاولة تسريع التطبيع بين عدد من الدول العربية واسرائيل، وصولا الى الاشتباك الفرنسي التركي، الذي يبدأ في ليبيا ولا ينتهي في مياه المتوسط، حيث تتخوف باريس ومن خلفها عواصم الغرب، من الاطماع التركية في ثروة المتوسط الغازية والنفطية.
في معركة الملف النووي الايراني، تطورات متسارعة.
فمجلس الامن الدولي احبط للمرة الثانية امس، مسعى واشنطن لاعادة فرض عقوبات اممية على طهران بسبب برنامجها النووي، وذلك بعدما رفضت الغالبية العظمى من الدول المسعى الاميركي.
وبعد ساعات مما حصل في نيويورك، وافقت إيران على طلب تقدمت به الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أشهر للدخول إلى موقعين نوويين مشبوهين، وفي شكل طوعي.
التطورات الايرانية تزامنت وجولة وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو في المنطقة، وهو اعلن من الامارات، انه بحث مع مسؤوليها في ما اسماه نفوذ ايران الخبيث في المنطقة، ووحدة الخليج، وكيفية التوصل الى وقف دائم للنار في ليبيا، بعدما تناول في البحرين، ملف التطبيع مع تل ابيب.
هذه التطورات على دقتها، تنعكس حكما في لبنان، حيث الحدود المباشرة بينه وبين العدو الاسرائيلي جنوبا، وحيث نفوذ حزب الله، احد اذرع ايران العسكرية في المنطقة، ومن حيث موقعه الجغرافي الواقع على ساحل المتوسط، الغني بالغاز والنفط .
على هذا الاساس، يتواصل توافد المسؤولين الاميركيين والاوروبيين الى بيروت، حيث من المتوقع ان يصل ديفيد شنكر مساعد وزير الخارجية الاميركي.
وفي ما علمت ال lbci ان مواعيد زيارة شنكر حددت، سيتناول شينكر خلال لقاءاته مواضيع عدة، ابرزها ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان واسرائيل.
اما الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فقد اعلن قصر الاليزيه رسميا، انه عائد الى لبنان في الاول من ايلول المقبل.
حتى هذا التاريخ 6 ايام، فهل سيتمكن الساسة اللبنانيون من الاتفاق على حكومة مهمة، تنفذ الاصلاحات، كما طالب ماكرون مدعوما من الولايات المتحدة، ام ستتواصل خلافاتهم بدءا من التكليف وصولا الى التأليف، والضمانات حول تنفيذ الاصلاحات، وصولا ربما الى ربط ملف الحكومة، بالملفات المعقدة في المنطقة؟
قبل الاجابة على هذه الاسئلة، نفحة امل من سرير مصابة في انفجار المرفأ، دخلت في غيبوبة لثلاثة اسابيع، لتستعيد حياتها اليوم.