الأربعاء الأول من أيلول 1920 … وقف الجنرال غورو على رأس درج قصر الصنوبر ، واستهل خطابه بالقول : ” أبناء لبنان الكبير،قلت لكم قبل بضعة أسابيع في لحظة حاسمة: “اليوم الذي انتظره أباؤكم عبثا، والذي تلمحون فجره يشرق، بسعادة غامرة، هذا اليوم بات وشيكا”. وها قد حل اليوم المنتظر!
الثلاثاء الأول من أيلول 2020 يقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون: “إنها الفرصة الأخيرة لهذا النظام … أدرك أني دخلت مقامرة محفوفة بالمخاطر…أضع على الطاولة الشيء الوحيد الذي أملك: رأس مالي السياسي”.
غالبا ما تستخدم فرنسا رأس المال السياسي والشرف في معرض تحقيق ما تصبو إليه … عام 1990 وضع الرئيس فرنسوا ميتران شرف فرنسا في الميزان للحفاظ على سلامة العماد عون في السفارة الفرنسية وإخراجه لاحقا إلى فرنسا … بعد عشرين عاما ، ماكرون يضع رأس ماله السياسي لأنقاذ النظام ، فهل ينجح ؟
يدرك الرئيس ماكرون أن لا تقدم من دون ضغوطات ، ربما هو الرئيس الوحيد الذي يزور لبنان ثلاث مرات في خمسة أشهر ، إثنتان في غضون ثلاثة اسابيع ، وثالثة بعد ثلاثة اشهر وتحديدا في كانون الأول المقبل ، وهو أعلن اليوم أنه جاهز لاستضافة مؤتمر دولي لدعم لبنان في الشهر المقبل …
السؤال المحوري الذي يرتسم في الأذهان هو : هل يعزف الرئيس ماكرون منفردا بمعزل عن الأميركيين أو بالتنسيق معهم ؟ لا جواب عن هذا السؤال قبل وصول الديبلوماسي الأميركي ديفيد شينكر إلى بيروت غدا ، في الوقت الذي يكون فيه الرئيس ماكرون قد أصبح في العراق .
من سيلتقي شينكر ؟ هل في أجندته الأسماء ذاتها التي التقاها وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل ؟ هل من تبديل لجهة مستوى اللقاءات ؟ تقول مصادر ديبلوماسية إن مستوى اللقاءات يحمل أكثر من رسالة يريد الموفد الأميركي توجيهها.
في ملف انفجار المرفأ ، تطورات بارزة في التحقيق العدلي : ارتفاع عدد الموقوفين اليوم الى 25 ، بعدما استجوب المحقق العدلي القاضي فادي صوان اليوم قائد جهاز امن مرفأ بيروت في مخابرات الجيش ، ورائد في جهاز امن الدولة ورائدين في الامن العام واصدر مذكرات توقيف وجاهية بحقهم … إلى التوقيفات ، تحدثت معلومات عن تجميد حسابات ورفع السرية المصرفية عن حسابات أخرى