لم يكن ينقص المشهد الكارثي اليوم على المرفأ سوى نشر صورة تظهر العمال الذين يقومون بعملية تلحيم أو قص حديد ، فتتطاير نثرات النيران وتحط على بضائع ، وبسبب الحر الشديد يندلع حريق، … تهرع سيارات الإطفاء والدفاع المدني ومروحيات الجيش للإطفاء … تتم الدعوة إلى المجلس الأعلى للدفاع الذي تبقى مقرراته سرية … قد يحال الحريق إلى المجلس العدلي ويعين محقق عدلي له وقد يدمج في قضية انفجار 4 آب… وفي آخر النهار يصدر بيان عن قصر الأليزيه يعلن ان الرئيس إيمانويل ماكرون سيتوجه غدا إلى بيروت ليتفقد حريق المرفأ…
هذا ليس سيناريو هوليودي … هوليود لصناعة الأفلام قد تحتاج إلى سيناريوهات من بيروت لأن مخيلة كتاب السيناريوهات في عاصمة صناعة الأفلام لن تجد أروع من السيناريوهات اللبنانية … حتى هيروشيما في الحرب العالمية الثانية لم تتلق قنبلتين ذريتين، الثانية ألقيت على ناغازاكي … بيروت اقوى ، ومرفأ بيروت أقوى … حريقان في مكان واحد في خمسة أسابيع …
إذا كان اهمالا ، فإن مفعول الإهمال يضاهي مفعول القنبلة الذرية.
إذا كان افتعالا فإن مفعول الإفتعال أقوى من القنبلة الذرية.
التحقيق في انفجار الرابع من آب مازال في مراحله الأولى، فكيف سيكون التحقيق في حريق العاشر من ايلول؟
من سلم منزله في المرفأ والصيفي ومار مخايل والجميزة والأشرفيه، أراد الحريق ان يذكره بالرابع من آب، فدخل عليه الدخان الأسود لأن لا نوافذ تحمي ولا ابواب تمنع الدخان من الدخول …
السؤال الكبير : كيف اندلع الحريق؟ بما ستجيب الأجهزة الأمنية التي سطرت إليها استنابات قضائية لمباشرة التحقيق؟
إذا كان صحيحا أن الحريق سببه تطاير شهب نارية من صاروخ تلحيم ، فكيف يتم التلحيم بالقرب من براميل زيت للقلي ودواليب؟
هل سيتم استدعاء العمال الذين لحموا بالشاليمون؟ هل سيظهر في التحقيق أن أحد العمال تعلم التلحيم عبر يوتيوب ، كما حصل مع أحد عمال التلحيم في العنبر الرقم 12؟
في حريق 4 آب، كان اسرع جواب وأول جواب، ان الحريق تسببت فيه مفرقعات لياتي نفي عاجل له … اليوم ماذا سيقال ؟
لكن مهما قيل فإن المواطن لم يعد يثق بأي جواب يعطى له …. المواطن لم يعد يعرف ماذا يفعل لأنه يشعر انه متروك.
المضحك المبكي أن الرئيس المدير العام لادارة واستثمار مرفأ بيروت باسم القيسي أعلن أنه سيصدر غدا تعميما الى جميع التجار والمستوردين يطلب منهم عدم استيراد او تخزين اي مواد اوبضائع قابلة للاشتعال وتشكل خطرا على السلامة العامة دون إذن مسبق.
سؤال: هل من مادة او بضاعة في الدنيا غير قابلة للاشتعال؟
ثانيا: مرت خمسة اسابيع على انفجتر المرفأ ، فماذا فعلت السلطة لجهة إجراء مسح للمواد والبضائع الموجودة ؟ هل تأكدت من أنها تطابق السلامة العامة.
ثالثا: أبعد من حريق اليوم وانفجار الرابع من آب ، متى تتعرف السلطة وتعترف بأن هناك شيئا إسمه السلامة العامة ؟ وما هي العقوبات في حال عدم الإمتثال لها؟
حكوميا … شر التذاكي ما يضحك : إذا كان هناك ثلاثة أطراف معنيين بالتشكيل ، الثنائي الشيعي ، ورئيس التيار الوطني الحر ، لا يعرقلون أو يضعون شروطا ، فلماذا لم يشكل الرئيس المكلف حكومته بعد ؟ وما هي العراقيل ؟ ومن هم المعرقلون الذين استدعوا سفر اللواء عباس ابراهيم إلى فرنسل للقاء خلية الأزمة الفرنسية ؟ ومن اين تأتي العرقلة يا ترى ؟ ” نورونا “!