Site icon IMLebanon

مقدمة نشرة أخبار الـ”LBCI” المسائية ليوم الأحد في 20/09/2020

قال البطريرك الراعي علنا، ما يهمس سرا. بأي صفة تطالب طائفة بوزارة معينة كأنها ملك لها، وتعطل تأليف الحكومة؟. البطريرك هنا، تحدث عن الطائفة الشيعية وعن تمسكها بوزارة المالية، ليستكمل عظته موضحا: رفضنا ليس موجها ضد طائفة معينة، بل ضد بدعة تهدف إلى هيمنة فئة مستقوية على دولة فاقدة للقرار الوطني والسيادة.

تقول مصادر بكركي، إن البطريرك بكلامه أراد توجيه رسالة للجميع، فالمسيحيون ليسوا هامشيين في لبنان، ومن حقهم إعطاء رأيهم، لأن المخيف اليوم الحديث الفعلي عن المثالثة، التي أصبحت ممارسة فعلية، وهي مرفوضة، تماما كما هو مرفوض لدى بكركي، الحديث عن التقسيم، فيما المطلوب دعوة وطنية لحوار صريح يحمي لبنان.

كلام البطريرك استنكره سريعا المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، الذي رأى فيه تحريضا طائفيا يثير النعرات، في وقت قال المفتي الممتاز: ما دامت الحصص على الطائفة، فلن نقبل إلغاء طائفة بأمها وأبيها.

“أمل” و”حزب الله” يعتبران أن الحق المعطى للبطريرك للتحدث في السياسة، هو نفسه الحق المعطى للشيعة، أما المعركة الحقيقية اليوم، فليست معركة المداورة أو المناورة أو الخلاف السياسي، إنما هي معركة كسر الشيعة في لبنان.

بين كلام البطريرك والردود عليه، اكتملت الصورة، وتوقفت الشعارات الفارغة عن أن: “لا شيعة ولا سنة ولا مسيحية، واننا كلنا لبنانية”. فالحقيقة “غير”. الحقيقة أن في لبنان لا وطن ولا مواطنين، إنما مجموعات طائفية تتغذى من الخوف من الآخر والخوف من العدد. هذه المجموعات الطائفية، لم تترك حربا إلا وخاضتها، وكل حروبها انتصارات وهمية. فمرة تقاتل السنة والشيعة، ومرة المسيحيون والشيعة، أو المسيحيون والسنة، ومرارا المسيحيون والدروز، والدروز والسنة والشيعة.

والنتيجة؟: هزيمة وطنية بامتياز، لكل السنة وكل الشيعة، وكل المسيحيين، وكل الدروز، الذين وبعد مئة عام على تجميعهم في جغرافيا واحدة اسمها لبنان، أصبحوا جميعهم يقاربون الجوع والفقر والهجرة، و”بعدن ما تعلموا شي”.

بصراحة، هذا الوطن ما بيستاهل منا، كل هذا الحقد وكل هذه الطائفية. هذا الوطن، بحاجة إلى مواطنين يصنعون المستقبل بلا حدود طائفية، في منطقة تخوض معركة الانفتاح على الآخر.

بلد يصر أبناؤه على دفنه وعلى دفن أنفسهم تحت أسماء شتى، أبرزها علة الطائفية. وهذا الوطن ليس بحاجة لطائفيتكم الرخيصة. انضبوا كلكن.. كلكن يعني كلكن.